الصفحة الرئيسية » مقالات » أين الله؟ أم لا إله إلا الله

أين الله؟ أم لا إله إلا الله

اطلعت على حلقتين من مقالة كتبها احدهم عنوانها ( أين الله ؟ الله في السماء) ، صاغها بإسلوب مناظرة تخيلها بين شخصين ، الأول منهما سماه ” الشيخ عبد الله:” وجعله ممثلا لفكره ناطقا باسمه ، وأجرى على لسانه ما يريد قوله للقراء ، وأضفى عليه ما استطاع أن يضفيه من علم وحكمة ، وحفظ ، والثاني منهما سماه التائه !! وهو شاب أخرق إمعة لا علم لديه ولا فهم ولا حفظ ، شاب هزيل ركيك ، لم يكن له إلا التلقي من الشيخ عبد الله ، وهز رأسه مؤيدا ومؤمِّنا ومعقبا بعبارات الإعجاب والانبهار ، وجعل هذا الشاب المفلس ممثلا لخصومه الأشاعرة ، وناطقا بأسمائهم ، وهذا ليسهل على الشيخ عبد الله هزيمة قرينه والتفوق عليه .

وموضوع المقالة ظاهر من عنوانها ، أين الله ؟ ، والجواب الله في السماء
وأنا أقرأ المقالة كان يلازمني سؤال ملح، هو: ما الفائدة من طرح مثل هذه الموضوعات ؟ وما الداعي المقتضى لذلك ؟
هل معرفة أين الله أصل من أصول الدين ؟
وهل الجاهل بـ ( أين الله ) مؤاخذ عند الله تعالى ؟
وإن كان كذلك، لماذا لم يمتحن رسول الله صلى الله عليه وسلم المسلمين بطرح هذا السؤال عليهم ؟

إن المعلوم من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم انه بعث بلا إله إلا الله محمد رسول الله ، وأُمر بأن يقاتل الناس عليها حتى يقروا بها ، فإذا فعلوا عصموا دماءهم وأموالهم إلا بحق ، هذا هو الذي بُعث به رسول الله صلى الله عليه وسلم كما هو ثابت في الصحيح ، ولم يؤمر بامتحان الناس
بـ ( أين الله ؟ )

بل لو افترضنا مسلما موحداً مات دون أن يدور في خلده هذا الأمر، ومات موقناً بالله ورسوله وكتابه، كان من الناجين بإذن الله تعالى، لأنه لم يجهل شيئا يتوجب عليه معرفته.

فلماذا تثار مثل هذه الموضوعات ويتكرر طرحها والحديث عنها وكأنها مما لا يعذر المسلم بالجهل به ؟
لماذا ولمصلحة من ؟
ألا يكفى المسلمين ما هم فيه من إحن ومحن وفتن حتى نزيدهم تشرذما وتفرقا ؟

الله تعالى هو العلىُّ رفيع الدرجات ذو العرش ، وهو القاهر فوق عباده المتعالي بمجده وجميل صفاته ، له العلو اللائق بربوبيته وألوهيته ، العلو المنـزَّه عن كل نقص وشائبةِ مشابهةِ الخلق ، هذا ما ينبغي أن يعتقده المسلم بربه تعالى ، وهذا ما نعتقده وندين الله تعالى به .

أما العلو الحسي الذي يشار إليه بالإشارة الحسية، فالله تعالى منـزَّه عنه، فهو من سمات المخلوق الحالِّ بالأمكنة.
وسؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم للجارية الصغيرة ( أين الله ) هو من باب التنـزُّل مراعاة لعقل الجارية ، وليس السؤال على ظاهره ، لأن ( أين ) في حقيقتها يُستفسر بها عن المكان ، والله منـزَّه عن المكان ، فهو خالق المكان .

قال الإمام القرطبي صاحب المُفهِم ( وقوله صلى الله عليه وسلم للجارية ( أين الله ) ، هذا السؤال من النبي صلى الله عليه وسلم تنـزُّلٌ مع الجارية على قدر فهمها ، إذ أراد أن يظهر منها ما يدل على إنها ليست ممن يعبد الأصنام ولا الحجارة التي في الأرض …
إلى أن قال رحمه الله : ثم اعلم انه لا خلاف بين المسلمين قاطبة محدثهم وفقيههم ومتكلمهم ومقلدهم ونظارهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى : ” ءأمنتم من في السماء ” ليست على ظاهرها وأنها متأولة عند جميعهم ….. وقد حصل من هذا الأمر المحقق ، إن قول الجارية ( في السماء ) ليس على ظاهره باتفاق المسلمين ، فيتعين أن يُعتقد فيه انه مُعَرَّض لتأويا المتأولين ، وأن من حمله على ظاهره فهو ضالٌّ من الضالِّين ) انتهى

وهذا الذي نقلناه عن أبى العباس القرطبي رحمه الله تعالى هو قول الإمام النووي والعز بن عبد السلام والحافظ بن حجر والسيوطي والسخاوى ومن قبلهم البيهقى وابن عساكر وابن الجو زى والغزالي والجوينى والرازي وغيرهم من أئمة الإسلام .

قال الإمام الزجاج المتوفى سنة ( 311 هـ ) في كتابه تفسير أسماء الله الحسنى :
( الظاهر، هو الذي ظهر للعقول بحججه ….. والله تعالى عالٍ على كل شيء ، وليس المراد بالعلو ارتفاع المحل ، لأن الله تعالى يجلُّ عن المحل والمكان ، وإنما العلو علو الشأن وارتفاع السلطان ، ويؤكد الوجه الآخر قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه : ” أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء …” .) انتهى

وقال الإمام ابن عطية: ( وقوله تعالى: ( من في السماء ) جار على عرف تلقى البشر أوامر الله تعالى ونزول القدر بحوادثه ونعمه ونقمه وآياته من تلك الجهة، وعلى ذلك صار رفع الأيدي والوجوه في الدعاء إلى تلك الجهة والناحية …) انتهى

وقال الإمام أبو عبد الله القرطبي صاحب التفسير بعد أن نقل بعض الوجوه في تفسير قوله تعالى
( ءأمنتم من في السماء ) قال :
وقال المحققون ءأمنتم من في السماء .. أي فوقها لا بالمماسة والتحيز ولكن بالقهر والتدبير ، وقيل معناه ءأمنتم من في السماء ، كقوله (( ولأصلبنَّكم في جذوع النخل )) أي عليها ، ومعناه أنه مدبرها ومالكها …. والأخبار في هذا الباب كثيرة منتشرة ، مشيرة إلى العلو ، لا يدفعها إلا ملحد أو جاهل معاند ، والمراد بها توقيره و تنـزيهه عن السفل والتحت ، ووصفه بالعلو والعظمة لا بالأماكن والجهات والحدود ، ، لأنها صفات الأجسام ، وإنما ترفع الأيدي بالدعاء إلى السماء لأن السماء مهبط الوحي ومنـزل القطر ومحل القدس ومعدن المطهرين من الملائكة ، واليها ترفع أعمال العباد ، وفوقها عرشه وجنته ، كما جعل الله الكعبة قبلة الدعاء والصلاة ، ولأنه خلق الأمكنة وهو غير محتاج إليها …) انتهى .

وقال الحافظ ابن حجر: ( لأن وصفه تعالى بالعلو من جهة المعنى، والمستحيل كون ذلك من جهة الحس … ) انتهى
وقال أيضا : ( ولا يستحيل وصفه بالفوق على المعنى الذي يليق بجلاله لا على المعنى الذي يسبق إلى الوهم من التحديد الذي يفضى إلى التشبيه …) انتهى

والنصوص عن العلماء كثيرة لا تسعها هذه المقالة، ولعل فيما نقلناه كفاية لمن أنصف.
إن النصوص التي استدل بها الكاتب ، والتي يوهم ظاهرها أن الله في السماء يشار إليه بالإشارة الحسية وغيرها من النصوص التي ظاهرها يوهم ذلك ، تعارضها نصوص يوهم ظاهرها أن الله تعالى مع خلقه بذاته ، مثل قوله تعالى ” وهو معكم أينما كنتم ” ،
وقوله “إنى ذاهب إلى ربى ” ،
وقوله ” إنى مهاجر إلى ربى ”
وقوله تعالى ” أن بورك من في النار ومن حولها ”
وقول النبي صلى الله عليه وسلم ” إذا كان أحدكم يصلى فلا يبصق قِبَل وجهه، فإن الله قِبَل وجهه إذا صلى ”
وفى رواية ” ربه بينه وبين قِبلته ”
وقوله عليه الصلاة والسلام ” الذي تدعونه اقرب إلى أحدكم من راحلة أحدكم ”
وقوله r : إن الله عز وجل يقول يوم القيامة :
يا ابن آدم مرضت فلم تعدني قال : يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين قال :
أما علمت أن عبدي فلانا مرض فلم تعده أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده
يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني قال : يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين، قال :
أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي
يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين قال:
استسقاك عبدي فلان فلم تسقه أما علمت إنك لو سقيته لوجدت ذلك عندي.
رواه مسلم.
قال الإمام النووي في شرحه لهذا الحديث :
قال العلماء، إنما أضاف المرض إليه سبحانه وتعالى، والمراد العبد تشريفاً للعبد وتقريباً له، قالوا، ومعنى وجدتني عنده، أي وجدت ثوابي وكرامتي، ويدل عليه قوله تعالى في تمام الحديث، لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، لو أسقيته لوجدت ذلك عندي أي ثوابه، والله أعلم.

فما الذي جعل اعتقاد ظاهر هذه كفرا واعتقاد ظاهر تلك سنة وهدى ؟ !
وما المسوِّغ الذي سوَّغ تأويل هذه وحملها على معية العلم والإحاطة ، ومنع تأويل نصوص الكون في السماء والإشارة الحسية ونحوها على علو الرتبة والمكانة ؟!

والحق انه كما أن النصوص التي ظاهرها المعية بالذات والحلول مع الخلق مستحيلة الظاهر ، ومصروفة إلى معية العلم والإحاطة والنصرة وغير ذلك من المعاني الموفقة لضوابط التنـزيه ومعايير اللغة ، وهذا باتفاق ، فكذلك الحال مع النصوص التي ظاهرها الظرفية و التحيـز والكون في السماء والإشارة الحسية ، فهي أيضا مستحيلة الظاهر ومصروفة إلى معان لائقة بالله تعالى من علو الرتبة والقدر ، والقهر والسلطان ، وغير ذلك .
لا فرق بين هذه النصوص وتلك البتة، ومن فرّق بينها فاعتقد ظاهر هذه ونفى ظاهر تلك فقد فرّق بين المتماثلات، ورجع فعله إلى التحكم والتشهي والهوى، وطولب بالدليل على التفريق.

لقد خاض الكاتب في موضوعات عدة ، كموضوع التفويض ، وحديث الآحاد ، وقد ناقش العلماء هذه الموضوعات وأشبعوها بحثا ، فعلى من أراد الحق فيها أن يرجع إلى كتب الأصول ، أصول الدين والفقه والعقائد والحديث حيث مظانها .

وكنا قد جمعنا ورقات من أقوال العلماء ونشرناها بعنوان ( أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم ) نقلنا فيها طرفا مما أفاض فيه العلماء وأسهبوا فيه من هذه المسائل ، وتوجناه بمجموعة من تقريظات بعض أهل العلم في عالمنا الإسلامي .

إن المقالة لا تتيح المساحة الكافية لمناقشة هذه المسائل ، بشيء من التفصيل ، لهذا سنكتفي بمعالجتها عن بعد دون الدخول بتفاصيلها وما لا يرك كله لا يترك جله .

أما التفويض الذي جعله الكاتب مذهب أهل البدع ويعنى بهم الاشاعرة بالطبع ، فمعناه إرجاع معرفة تلك النصوص إلى قائلها ، فالله تعالى اعلم بمراده ، وهذا المذهب ليس مذهب أهل البدع كما قال الكاتب بل هو مذهب جمهور السلف الصالح وكثير من الخلف .
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: ( هذا الحديث من أحاديث الصفات وفيه مذهبان مشهوران للعلماء …. أحدهما :
وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين ، انه يُؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى ، وان ظاهرها المراد فى حقنا غير مراد ولا يُتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنـزيه الله تعالى عن صفات المخلوق وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق ،
والثاني:
مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي عن مالك والأوزاعى أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها .) انتهى
ونقل عن الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه في أحاديث الصفات : ( نؤمن بها ونصدِّق بها ولا كيف ولا معنى .) انتهى
وهذا صريح في التفويض لا يحتمل تحميله أي معنى آخر

وقال الإمام الترمذي رحمه الله تعالى : ( والمذهب في هذا عند أهل العلم من الأئمة سفيان الثوري ومالك بن انس وابن المبارك وابن عيينة ووكيع وغيرهم ، أنهم رووا هذه الأشياء ثم قالوا ، تروى هذه الأحاديث ونؤمن بها ولا يقال كيف ، وهذا الذي اختاره أهل الحديث أن تروى هذه الأحاديث كما جاءت ويُؤمن بها ولا تُفَسَّر ولا تُتَوَهَّم ولا يقال كيف …) انتهى
وقوله : وتفسر ولا تتوهم صريح في أنهم لا يعلمون معاني تلك الألفاظ ، نعم يعلمون المعنى الإجمالى للنص ، ولكن اللفظ المتشابه لا يعلمون المراد منه ويفرون من تفسيره والخوض فيه .

وقال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى : ( فقولنا في ذلك وبابه الإقرار والإمرار وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم .) انتهى
ونقل الحافظ بن حجر عن ابن المنيِّر مؤيداً تقسيم المذاهب في المتشابهات إلى ثلاثة مذاهب فقال:
( والثالث إمرارها على ما جاءت مفوضا معناها إلى الله تعالى …) ثم قال الحافظ : ( قال الطيبى هذا هو المذهب المعتمد وبه يقول السلف الصالح ) انتهى
وذكر الحافظ بن حجر أكثر من موضع في كتابه الفتح أن القول في المتشابهات إما التفويض وإما التأويل.
والنصوص في هذا كثيرة جدا كلها يفند ما قاله الكاتب وزعمه من أن التفويض مذهب أهل البدع.

حديث الآحاد
وهو الحديث الذي لم يبلغ حد التواتر الذي ترويه جماعة يستحيل تواطؤهم على الكذب، فكل خبر لك يكن على هذه الصفة فهو حديث آحاد وقد اختلف العلماء في خبر الآحاد، هل يفيد العلم واليقين والقطع، أم الظن، والذي عليه غالب العلماء وجمهورهم انه لا يفيد العلم واليقين
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى:
( وأما خبر الواحد فهو ما لم يوجد فيه شروط المتواتر ، سواء كان الراوي فيه واحد أو أكثر ، واختلف في حكمه ، فالذي عليه جماهير المسلمين من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من المحدثين والفقهاء وأصحاب الأصول ، أن خبر الواحد الثقة حجة من حجج الشرع يلزم العمل بها ويفيد الضن ولا يفيد العلم .) انتهى

لهذا السبب لم يأخذ به أهل السنة في أصول العقائد كصفات الله تعالى التي يلزم لثبوتها القطع واليقين

قال الحافظ الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى : ( خبر الواحد لا يقبل في شيء من أبواب الدين المأخوذ على المكلَّفين العلم بها والقطع عليها ، والعلة في ذلك ، انه إذا لم يعلم أن الخبر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ابعد من العلم بمضمونه ، فأما ما عدا ذلك من الأحكام التي لم يوجب علينا العلم بان النبي صلى الله عليه وسلم قررها واخبر عن الله عز وجل بها فان خبر الواحد فيها مقبول والعمل واجب .) انتهى

وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى في معرض رده على خصمه فى منهاج السنة :
( إن هذا من أخبار الآحاد فكيف يثبت به أصل الدين الذي لا يصح الإيمان إلا به .) انتهى

بهذا وغيره يستبين مسلك أهل السنة في خبر الآحاد ، وان عدم أخذهم به في العقيدة ليس على الإطلاق ، بل هو محصور في الأبواب التي يلزم لثبوتها القطع واليقين الذي لا يتوفر في خبر الآحاد ، وأما ما عدا ذلك من الأبواب كالسمعيات فهم يأخذون به ويثبتون به أحكام العقائد .

وأخيرا أقول
إن من يتصدى للكتابة للناس يقع على عاتقه حمل ثقيل ، لكونه يملك سلاحا فعالا في أذهان الناس ، فعليه أن يتقى الله تعالى ويراعى عقول الناس فلا يلقى لهم ما من شأنه أن يبلبل أفكارهم وعقائدهم لاسيما إذا كان هذا الذي يلقيه مما لا فائدة ولا أهمية لذكره كهذا الموضوع الذي عقد له الكاتب مقالته وبني عليه المناظرة الساذجة .

وبدلا من إثارة هذه الموضوعات كان التركيز على الجوانب الإيمانية والروحية التي تعزز الجانب السلوكي والأخلاقي الذي يعانى منه النشء الإسلامى ، نعم ، التركيز على هذه القضايا أجدى وانفع من إثارة موضوع (أين الله ) و (خلق القرآن ) وغير ذلك من الموضوعات النظرية التي تشوش أذهان الناس وان لم تفعل فلن تفيدهم معرفتها شيئا .

اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا يختلفون ، إهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك انك تهدى من تشاء إلى صراط مستقيم .