الصفحة الرئيسية » مقالات » الشهب الثلاثة الماضية القاضية على الطاعنين في أمير المؤمنين معاوية

الشهب الثلاثة الماضية القاضية على الطاعنين في أمير المؤمنين معاوية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه وبعد ..
كثير من إخواني أهل السنة والجماعة على الشبكة يتذكرون منتدى (النفيس(لخبيث لا أرجعه الله، الذي تسلل إليه ثلة من المتشيعة وعاثوا فيه فسادا، ولعلكم تذكرون كيف أن مدير المنتدى افتضح ودل عليه أصحابه ودلوا على أسماء هؤلاء المتشيعة ـ ونحن نعرفهم ونستر عليهم بنية أن يرجعوا إلى الله تعالى ويتوبوا إليه ـ وتذكرون كيف أنهم نشروا في هذا المنتدى الكفر والإلحاد والطعن على السلف والخلف ورميهم بالكفر والنصب

ولقد ترأسهم في الطعن في الصحابة من سمى نفسه (ابن الطنجي) وقد عرفناه وعرفنا شيوخه وكتمنا اسمه سترا عليه وتركنا فضحة لله بنية أن يتوب ويعود إلى رشده، وقد شاهد كثيرون الحوار الذي دار بين الفقير إلى الله وبين ابن الطنجي، وسر من تابع الحوار بما رددناه بل إن بعض الإخوة صارحني بما كان عليه من الميل إلى التشيع وأنه ثاب إلى رشده بما قرأه في هذه المناظرة من الحجج العقلية والنقلية القوية ..
ومع أن إدارة النفيس قد دبرت إفشال قواعد وشروط الحوار ـ إذ شرطتُ عليهم شروطا لضيق وقتي وكثرة مشاغلي ذلك الوقت فدبروا إفشال ذلك كله وتعمدوا الإخلال بالشروط ـ إلا أن الفقير إلى الله تعالى ضربهم بشهب ثلاثة قضت على السابق واللاحق من كلامهم وجعلتهم يتخبطون تخبطا ويترنحون ترنحا فسقطوا سقوطا نهائيا لم تقم لهم بعدها قائمة.
ولكن للأسف الشديد كانت كثير من هذه المقالات قد ضاعت بتوقف المنتدى فجأة، فلم أتمكن من إنقاذ تلك المقالات العديدة من ذلك المنتدى، ثم إن الله تعالى شاء أن يظهر تلك المقالات ويحفظها من الضياع فبشرني أحد الإخوة بأنه استلها من المنتدى قبل زواله وحفظها لديه، فسررت بذلك وفرحت، وها أنا أقدمها لإخواني من جديد راجيا أن يعينوني في تنسيقها وترتيبها وجعلها في صورة كتاب مرتب مشكورين:
وإليكم مقدمة الحوار المشتملة على الشروط التي خانوها :
هذا الموضوع خاص بيني وبين ابن الطنجي وموضوعه سيدنا معاوية رضي الله عنه، حيث دعوى ابن الطنجي أنه كافر، والمطلوب من الإدارة متابعة آداب الحوار وألا تزيد مشاركة كل طرف على صفحة A4 واحدة فقط ليتسنى للطرف الآخر الرد بسهولة، وما زاد على المسموح يحذف.
وإليكم المقالات الثلاث وهي مرتبة كالتالي:
1 ـ قصع قميلة، وسحق نميلة، في الرد على من حرف خبر الدُبيلة.
2 ـ القرضاب البتار، في بطن الرافضة الفجار، المحرفين لحديث الدبيلة وما صح من الآثار.
3 ـ الحمم البركانية الحارقة، لشبهات الرافضة المارقة.
هذا وكلام ابن الطنجي أكثره ثرثرة وتكرار، والمهم منه المستوجب للرد مفهوم في ضمن الشهب الثلاثة، والحمد لله رب العالمين.

قصع قميلة وسحق نميلة
في الرد على من حرف خبر الدُبَيلة

اعلم أن من يصاب بالدبيلة أحد اثنين، فإما أن يكون أحد المنافقين الاثني عشر الذين دعا عليهم النبي بالدبيلة لكف شرهم فتكون الدبيلة عقوبة لهم وعذابا، وإما أن يكون المصاب بها من المؤمنين فيكون بذلك شهيدا لحديث النبي كما في الموطأ وغيره أن من يموت بذات الجنب فهو من الشهداء. فمن أيهما معاوية ؟؟؟
قال المخالفون هو منافق، وقلنا هو شهيد وبسط حجتنا في مطالب :

المطلب الأول في صحة خبر الدبيلة

اعلم أن هذا الخبر صحيح ثابت رواه مسلم في صحيحه وغيره ولفظه عنده :

(( عن قيس قال: قلتُ لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر علي : أرأياً رأيتموه أو شيئاً عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
فقال: ما عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً لم يعهده إلى الناس كافة ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(في أصحابي اثنا عشر منافقاً فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط ، ثمانية منهم تكفيكهم : الدبيلة، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم))

والدبيلة خُرَاجٌ ودُمَّلٌ كبير تَظْهَرُ في الجَوفِ فتَقْتل صاحبَها غالبا، كما قال ابن الأثير في الغريب.

المطلب الثاني في سبب ورود هذا الحديث

وسببه ساقه غير واحد منهم البيهقي من طريق محمد بن مسلمة عن أبي إسحاق، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة بن اليمان، قال :

كنت آخذاً بخطام ناقة رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أقود به، وعمار يسوق النَّاقة – أو أنا أسوق النَّاقة وعمار يقود به – حتَّى إذا كنَّا بالعقبة، إذا باثني عشر رجلاً قد اعترضوه فيها.
قال: فأنبهت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم فصرخ بهم فولّوا مدبرين.
فقال لنا رسول الله: ((هل عرفتم القوم؟)).
قلنا: لا يا رسول الله قد كانوا متلثمين، ولكنا قد عرفنا الرّكاب.
قال: ((هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، وهل تدرون ما أرادوا؟)).
قلنا: لا.
قال: ((أرادوا أن يزحموا رسول الله في العقبة، فيلقوه منها)).
قلنا: يا رسول الله أولا تبعث إلى عشائرهم حتَّى يبعث إليك كل قوم برأس صاحبهم؟.
قال: ((لا، أكره أن يتحدَّث العرب بينها أنَّ محمَّداً قاتل لقومه، حتَّى إذا أظهره الله بهم أقبل عليهم يقتلهم)).
ثمَّ قال: ((اللَّهم ارمهم بالدبيلة)).
قلنا: يا رسول الله، وما الدبيلة؟
قال: ((هي شهاب من نار يقع على نياط قلب أحدهم فيهلك)) انتهى .

فعددهم 12 رجلا أرادوا قتل رسول الله في مرجعه من تبوك، وقد ذكر أسماءهم الزبير بن بكار وابن إسحق، ليس فيهم معاوية ولا أبوه ولا عمرو ولا المغيرة …

المطلب الثالث أن هذا الخبر لا ينطبق على سيدنا معاوية

هذا الخبر لا ينطبق على سيدنا معاوية ـ وهو حجة المخالفين ـ ولنا في بيان عدم انطباقه وجوه :
الأول :
أن المنافقين المذكورين في الخبر قد عدهم من عدهم من علماء السير كالزبير بن بكار وابن إسحق وهم 12 رجلا ليس فيهم معاوية ولا غيره ممن ينقم عليهم الطنجي وزمرته، ولأن جميع علماء الأمة من أهل المذاهب الأربعة السنية وأهل الحديث منهم والفقهاء من شراح الأحاديث لم يذكر أحد منهم أن من هؤلاء المنافقين معاوية.

الثاني :
لو كان معاوية منهم لاشتهر ذلك وظهر وعرف كما عرف أمثال عبد الله بن أبي بن سلول والاثناعشر رجلا، لكن لم يعرف ذلك رسول الله فاستعمل معاوية وائتمنه على كتابة الوحي واستعمله عمر على الشام واستعمله عثمان ثم بايعه الحسن بن علي والصحابة على الخلافة ولم يعرف ذلك أبو موسى الأشعري ولا ابن مسعود ولا أبو الدرداء ولا ابن عباس ولا علي ولا حدث بنفاقه أحد أبدا، ويستحيل أن يغيب خبر نفاقه عن كل هؤلاء بل وعن سائر علماء الأمة من أهل السنة الموفقين ثم يعلم ذلك ابن الطنجي هذا بعد 1426سنة!!.

الثالث :
عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان شهدا حادثة عقبة تبوك فلو عرفوا أن معاوية منهم لأخبروا عمر وعثمان بأمره لئلا يغتروا به فيستعملوه في أمر المسلمين، وحذيفة ابن اليمان كان يعرف أسماء المنافقين فلو أخبر حذيفة عمر وعثمان بشأن معاوية لما استعملاه لما علم من تقواهما وثقتهما في حذيفة واستشارته خصوصا عمر الذي كان لا يصلي على جنازة لم يحضرها حذيفة بن اليمان،

لكن الذي حدث أن عمر وعثمان استعملا معاوية، فدل ذلك على أنهما ما عرفاه منافقا ولا أخبرهما حذيفة بذلك، فإما أن يكون حذيفة لا يعرف معاوية في المنافقين، أو يكون عرف وكتم في هذا الأمر الخطير!!
وكون عمار وحذيفة يشاهدان عمر وعثمان يستعملان منافقاً كبيراً خطرا ًعلى الأمة ثم لا ينبسان بكلمة نصح للمسلمين مع علمهما بنفاق معاوية فهذا يعود قطعاً بالطعن في عمار وحذيفة وأنهما مشتركان في الإثم والخيانة وتحطيم الأمة، وهذا لا يجوز فدل على أنهما لا يعرفان أن معاوية منافق، وما قاله عمار ين ياسر لم يكن بعهد عهده النبي إليه.

الرابع :
اجتمع المسلمون بقيادة الحسن بن علي على بيعة معاوية وسُمي عام الجماعة فلو كان معاوية كافراً منافقاً لكانت الأمة قد اجتمعت ببيعتها لمعاوية على ضلالة عظيمة ومحال أن يجمع الله أمة محمد على ضلالة، فدل ذلك على أنهم ما بايعوا كافراً ولا منافقاً بل بايعوا رضيا
فالإجماع الذي هو أحد الأحكام الشرعية دال هنا على صحة بيعة معاوية قطعاً ويقينا، ولما لم تصح البيعة إلا ببراءة معاوية من الكفر والنفاق دل ذلك على أنه لم يكن كافراً ولا منافقاً ولا عدواً لله ورسوله وآل بيته، وهكذا تكون الأمة قد اجتمعت على هدى وخير.

الخامس :
كان الصحابة يقبلون جوائز معاوية خصوصاً الحسن وآل البيت حتى قبل الحسن من معاوية جائزة بمقدار أربعمائة مليون وكانوا يصلون خلفه ويجاهدون معه ويسمعون له ويطيعون، فلو كان منافقاً لكان أعظم الناس إثما من مكَّنه من الخلافة وهو الحسن بن علي مع أن الحسن كان مقتدراً على قتاله وكان جيشه مثل الأمواج والجبال كما ورد وصح فصار الطعن في معاوية بالكفر والنفاق عائداً طعناً في الصحابة وأل البيت بلا شك.

السادس :
إذا فرضنا أن معاوية خطر إلى الحد الذي يقوله المخالفون لكان من الواجب أن يحذر منه النبي أشدَّ التحذير وينذر أمته كما أنذرهم الدجال ولا يكتفي بالإسرار بأمره إلى رجل أو رجلين!!
فإنه إنما أسرَّ أسماء المنافقين إلى حذيفة لما علم من أن شراً لا يصل منهم إلى المسلمين ببركة دعائه عليهم، أما معاوية فأمره يختلف إذ ظهر منه كل تلك الطامات والمخالفات التي يقولها خصومه فكان كتمان أمره وإسراره إلى حذيفة وحده ثم سكوت حذيفة عنه حتى اغترَّ به مثل عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان لهي المصيبة والداهية العظمى
ويقع التقصير على عاتق النبي أيضا إذ لم يحذر منه ولم ينذر وهذا كله باطل فدل على بطلان ما أدى إليه وثبت ضده من أن معاوية مرضي من رسول الله
فإن قالوا قد حذَّر منه النبي فقال إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه !!
فأقول خذوا هذه الابتسامة أفرأيتم هذا الخبر الموضوع لو صح أليس يكون الصحابة كلهم بالإجماع قد عصوا رسول الله وعلى رأسهم عمر وعثمان والحسن؟؟
يالضيعة العقول.

السابع :
مدح النبي عمر بن الخطاب بأنه محدث ملهم ينطق الحق على لسانه وقد وافقه القرآن مرارا وهو قطعا من كبار أولياء الله المكاشفين، فأين عزبت تلك الملكة والتحديث والإلهام عنه حين ولى معاوية كبير المنافقين مبدل سنة رسول الله!!
وأين كانت فراسة عثمان ومكاشفات علي واسرار حذيفة وعمار؟؟
لو كان معاوية بهذه الصفة ثم ولاه عمر لوجب أن يكون عمر ما شم رائحة التحديث والإلهام والمكاشفة وأنوار الولاية ولا عرفها لا هو ولا عثمان ولا الحسن ولا غيرهم..

الثامن :
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال عن الحسن أنه سيد يصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين، وهذا الخبر صحيح ثابت مشهور في مناقب الحسن، وقد قام الإجماع على أن المقصود بهاتين الطائفتين طائفة أهل العراق بقيادة علي بن أبي طالب وطائفة أهل الشام بقيادة معاوية بن أبي سفيان، فهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يشهد لطائفة معاوية بأنهم من المسلمين

وأمر آخر أعمق وأدق وهو أن النبي أخبر أن الحسن (يصلح الله به) فأخبر أن الحسن يصلح لا يفسد، وأن ما قام به من عمل للإصلاح فخير ومرضي لله ورسوله، وقد علم العالمون والناس أجمعون أن العمل الذي قطع النزاع وأصلح الأمور هو التنازل لمعاوية في الخلافة، فصار الإصلاح الممدوح من النبي معناه تنازل الحسن لمعاوية قطعا ويقينا، فدل ذلك على أن التنازل لمعاوية إصلاح وفعل حسن وحكمة بالغة لا فساد فيه

فلو كان معاوية كافراً فاسقاً منافقا ًطاغية كما تقول الرافضة لكان هذا التنازل قمة الإفساد والخيانة ولا يصح عندئذ أنه بين طائفتين من المسلمين لأن على رأس إحداهما معاوية المنافق الكافر الطاغية وجيشه سامع له طائع على رأيه وقوله في كل شيء
فيؤول كلام الرافضة إلى تكذيب خبر النبي في سيادة الحسن وفي إسلام الطائفتين وفي تسمية التنازل إصلاحا وكفى بهذا خزياً وعاراً لقائله
وفعلا قد قالها بعض الخبثاء للحسن بن علي حيث نادوه بعد الصلح بيا مسوِّد وجوه المؤمنين!! فكذلك حال الطنجي ومن معه، وثبت قولنا ـ أهل الحق ـ أن معاوية رأس الطائفة الثانية المسلمة فهو رأس المسلمين وأميرهم وأن التنازل له حسن وصلاح لا سيما وهو ولي عثمان المقتول ظلماً وعدوانا وأن الحسن نال السيادة والسؤدد والفضل بهذا التنازل، فمن ثم استحال أن يكون معاوية بالصفة التي ينعته بها الطنجي الرافضي.

الأخير والأهم

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( وعسى أن تكفينيهم الدبيلة) ( وعسى أن تكفهم الدبيلة)
( تكفهم الدبيلة) ( تكفيكهم الدبيلة) ( (اللَّهم ارمهم بالدبيلة) ( تكفتهم الدبيلة)

هذا مجموع الألفاظ الواردة، ومعناها واحد كما ترى، وهذه الألفاظ ما بين إخبار أو دعاء، ومعاذ الله أن يخبر النبي بكذب، ومعاذ الله أن يخذل الله تعالى دعاء نبيه وحبيبه، فلا بد أنه استجاب له فيهم وحقق مرغوبه ومأموله فكف شرهم عنه وعن أصحابه وآل بيته فعاجلهم بالدبيلة وقضى عليهم في بداية نفاقهم ووأد فتنتهم، فهذه الإجابة لا تتم إلا بتحقيق المرجو وهو كفهم ورد أذاهم وشرهم بحيث يسلم النبي ويسلم وآل بيته والمسلمون منهم فلا يعم شرهم ولا يكون لهم تأثير

.. فلو كان معاوية منافقاً معنياً بهذا الدعاء بأن يكون النبي قد قصده بأن يكف الله شره بأن يعجل هلاكه لما ظهرت هذه الاستجابة ولا كانت أبدا، بل ضدها هو الذي كان وحدث، وكأن الله عاكس رسوله وحبيبه !!!
لأن معاوية ـ عند مبغضيه ـ قد استطاع بنجاح باهر أن يتسلل إلى مجلس رسول الله ويأخذ ثقته فيستكتبه النبي ويعطيه من الغنائم ويبعثه في بعض الشؤون!
ثم يعيش معاوية بعد وفاة النبي أيضا وبعد أبي بكر وبعد عمر وعثمان وعلي والحسن!
وينال ثقة الفاروق فيأمره على الشام ثم ينال ثقة عثمان فيبقيه واليا هناك، ثم يتسلط معاوية على علي فيبغي عليه فيحاربه ويتسبب في مقتل ألوف الأرواح منهم عمار بن ياسر راوي خبر الدبيلة وينتصر في النهاية بتنازل الحسن بن علي له ومبايعته
بل كان انتصاره متوقعا حتى قال ابن عباس كما رواه غير واحد منهم ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (وايم الله ليتأمرن عليك[م] معاوية قضى الله تعالى في كتابه : ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)
وقد نجا من القتل والاغتيال مرارا وتكرارا، وقتل جماعة من الكبار كحجر بن عدي وأصحابه وهو في كل هذه المدد والأزمنة يظلم ويجور ويغير سنة النبي الكريم ـ كما يقول خصومه ـ ويسعى في الأرض الفساد بل يرتكب ـ كما يقولون ـ جميع الموبقات، ويتسلط على الحسن بن علي فيقتله بالسم وينشر سب علي على المنابر ويورث ولده الفاسق يزيد الخلافة ويجعلها ملكا عضوضا

ثم يتسلط ولده على الحسين فيقضي عليه ويحتز رأسه وتستمر مظالم آل البيت على أيدي أبنائه، ويعمر معاوية العمر الطويل حتى نال الأبهة والجاه والسلطان وسمن جسمه ونعم عيشه وساد الناس وكان في العرب كقيصر في الروم حتى قال ابن عباس كما رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ومن طريقه ابن عساكر: ( ما رأيت أحدا بعد رسول الله أسود من معاوية .. ) وروي مثله عن ابن عمر.
وبعد هذا العمر الطويل الممتد وبعد أن ملَّ معاوية من الدنيا وشاب شعره وانقطعت لذاته جاءت الدبيلة!!
جاءته فلم تفل له عزما ولا حرمته إنفاذ الأحكام ولا الكلام ولا منعته عن الناس بل استمر يأمر وينهى ويوصي حتى مات!!
فهل كان دعاء النبي ربه أن يكفيه المنافقين بالدبيلة عبثاً أم لهدف؟؟
فأين تحقق هذا الهدف في معاوية في ظل الواقع؟؟؟
فأي كف أو كفت حدث لمعاوية؟؟
وما عسى الدبيلة أن تكون صنعت به بعد أن صنع هو كل هذا، وأين محل استجابة الله لرسوله من كف أذاه؟؟
إن كان حديث الدبيلة ورد في معاوية فهل استجاب الله لرسوله في معاوية ؟؟؟
الجواب لا قطعا ويقينا، بل كأن الله عاكسه فأعطى المنافق كل ما يشتهيه ويتمناه وسلطه ومكنه تمكينا بقي أثره إلى اليوم، وهذا كله محال قطعا ويقينا لأن الله لا يخذل رسوله ولا يرده بل لأن الله تعالى قال وقوله الحق المبين (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا)
فلو كان معاوية على الصفة الذي يقولها ابن الطنجي فأي سبيل أعظم مما كان حتى صار الكافر المنافق خليفة على المسلمين متسلطا كل التسلط بحيث لم يحدث مثل ذلك في تاريخ الإسلام إلى اليوم!!
فدل ذلك على أن من دعا عليهم رسول الله قد قضوا في حياته موتا بهذا الداء ولم يصل منهم شر للمسلمين وكف الله أذاهم، ودل على أن معاوية لم يكن أحد من دعا عليهم النبي بأن يكفيهم الله بالدبيلة، فهذا الخبر في ذاته من أعظم الأدلة على أن معاوية صاف من النفاق صفاء يؤهله لضد ما حرم الله ورسوله أولئك المنافقين
ولهذا قلت إن هذا الحديث إن دل فقد دل على فضل معاوية، ومعدود في دلائل مناقبه لا مثالبه خلافاً لمن أعمى الله بصائرهم، بل عدُّه من المنافقين هنا يرجع بالطعن على النبي إذ ربه ما استجاب له ويعود تكذيباً لكلام الله إذ تكفل ألا يجعل للكافرين على المؤمنين سبيلا وقد جعل لكافر منافق كل سبيل على المؤمنين!!! كما يقول المخالفون والعياذ بالله.
وهذا هنا كاف ولدينا مزيد.

المطلب الرابع أن معاوية شهيد

إذا تقرر ما مضى وكنا بين خيارين منذ البداية إما دبيلة النفاق أو دبيلة الشهادة وتبين الآن أن معاوية لا يجوز أن يكون منافقا، تعين الخيار الآخر وهو أن يكون ممن نال الشهادة، فعلمت أن الدبيلة أو ذات الجنب التي مات بها معاوية هي المذكورة في الحديث الآخر حديث مالك في الموطأ وغيره أن من يموت بذات الجنب فهو شهيد ..

الخلاصة

والآن فليختر القارئ والخصوم بين أحد أمرين :
تبرئة معاوية من أن يكون معنيا في حديث الدبيلة بالدعاء عليه فيكون من شهداء المؤمنين أو يختاروا أنه أحد المنافقين الذين جاء فيهم خبر الدبيلة ويلتزموا على هذا الأساس بموبقات وطامات بل كفريات منها :

1 ـ رد الله تعالى دعاء رسوله بكف شر معاوية .
2 ـ معاكسة رسوله بتمكين معاوية كل التمكين وبأن جعل لكافر على أمة محمد كل سبيل.
3 ـ تغفيل معاوية للنبي والصحابة كلهم.
4 ـ تولية عمر وعثمان لمنافق خطير وكأن إلهام عمر وتحديثه وفراسة عثمان بلغا قمة الانحطاط هنا.
5 ـ تنازل الحسن بن علي عن الخلافة لكافر مع القدرة التامة على قتاله وكف أذاه.
6 ـ إجماع الصحابة عام 41 على ضلالة من أخطر الضلالات بمبايعتهم كافرا منافقا.
7 ـ كتمان عمار وحذيفة خطورة معاوية واشتراكهما في إثم تسلطه على الأمة وتوليته أمورها.
8 ـ كتمان النبي لأمر خطورة معاوية واكتفائه بإسرار أمره إلى واحد أو اثنين لم ينصحا للأمة.
9 ـ أن الصحابة مارسوا صلاتهم وجهادهم مع كافر منافق وقبلوا جوائزه ومدحوه بالحلم والكرم ..
10 ـ اشتهار أمر عبد الله بن أبي بن سلول واختفاء أمر من هو أخطر منه ألف مرة بخلاف العادة.
11ـ أن الحسن لم يصلح إذ تنازل لمعاوية ولا الطائفة الثانية مسلمة فلا يكون سيدا ويبطل خبر النبي فيه.
12ـ بطلان مذهب أهل السنة والجماعة المؤسس على أن معاوية صحابي له فضل الصحبة.
13 ـ جهل كل علماء أهل السنة وأن الطنجي وزمرته أعلم من الصحابة والأئمة.

أظن في هذا كفاية ولدينا مزيد.

القرضاب البتَّــار في بطن الرافضة الفجار المحرفين لحديث الدبيلة وما صحَّ من الآثار

فوجئ الطنجي بردنا الساحق الماحق الدال على أن خبر دبيلة يجب أن يعد في فضائل معاوية لا مثالبه فجاء بكلام كالعادة خلو من الفوائد العلمية، وحتى لا يخلو المقام من رد، فهذه مقتطفات من كلامه وردها:

[لأول: زعمه أن لعين سيد الخلق وأمير البغاة والداعين إلى النار معاوية بن أبي سفيان: خال المؤمنين!!!!!]

أما أن سيدنا معاوية لعين رسول الله فهراء رافضي سخيف، ولو صح ذلك فكيف غاب عن عمر وعثمان والحسن وسائر الصحابة؟؟
وأما أنه أمير البغاة فماذا يسمي عائشة وطلحة والزبير إذن فليظهر مكنون نفسه وليسمهم أمراء البغي أيضا، ثم ليحكم عليهم بما يحكم به على معاوية إن استطاع، وأما قوله بأنه من الداعين إلى النار فهذا لم يرد صريحا وإنما قصده ـ تدليسا ـ ما جاء في خبر عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار فهذه قال الحافظ ابن حجر :
((فإن قيل كان قتله بصفين وهو مع على والذين قتلوه مع معاوية وكان معه جماعة من الصحابة فكيف يجوز عليهم الدعاء إلى النار فالجواب أنهم كانوا ظانين أنهم يدعون إلى الجنة وهم مجتهدون لا لوم عليهم في أتباع ظنونهم فالمراد بالدعاء إلى الجنة الدعاء إلى سببها وهو طاعة الإمام وكذلك كان عمار يدعوهم إلى طاعة على وهو الإمام الواجب الطاعة إذ ذاك وكانوا هم يدعون إلى خلاف ذلك لكنهم معذورون للتأويل الذي ظهر لهم)) ثم قال :

(( ويمكن حمله على أن المراد بالذين يدعونه إلى النار كفار قريش كما صرح به بعض الشراح))
ولو فرضنا أن معاوية من الدعاة إلى النار فكيف تنازل الحسن بن علي لداعية إلى النار وبايعه سائر الصحابة في عام الجماعة؟؟؟؟
فثبت أن كلامه مع أنه هراء فهو طاعن على الصحابة.

[ وأفعاله كلها : فجور وظلم وإرهاب وقتا لآل بيت النبي المختار وتلبس بالموبقات والمخازي الآتي ذكرها…]

العجيب أنه أقام على هذا عشرين سنة حاكما دون إنكار من عمر ولا عثمان !!!
فمتى ظهرت عليه هذه الأوصاف تحديدا؟؟؟
إن كانت ما ظهرت إلا بعد مقتل عثمان فلا شك أن الحسن ومن شهد من الصحابة رآها فيه ومع ذلك يتنازل له الحسن بن علي ويجمع على بيعته الصحابة عام الجماعة فانظروا على من يرجع الطعن في معاوية.

[ ثم رأوا من ناحية أخرى: حفَّاظ الحديث وجهابذته: أحمد وعبد الرزاق والنسائي والحاكم وابن حجر العسقلاني وغيرهم أعلنوها صراحة ومدوية بأنه لم يثبُت ولم يصُحَّ في فضل الداعية إلى النار معاوية حديثا واحدا…]

من رجع إلى كتاب فضائل الصحابة للإمام أحمد بن حنبل وجد عنواناً في فضل معاوية وتحته حديث في فضله من طرق وهو حسن بمجموع الطرق، وإذا لم نجد خبراً في فضله صريحاً عرفنا ذلك من اعتماد خيار الصحابة عليه كعمر وعثمان وتنازل الحسن له وبيعته بإجماع الصحابة، ثم هب أن له فضائل مروية صحيحة عند كل هؤلاء فأي قيمة لها عند الرافضة؟؟
هذا عمرو بن العاص فضائله مسجلة عند أحمد والنسائي وغيرهما فما فاده ذلك بشيء عند الرافضة.

[فخرجوا علينا بأشياء مضحكة ومبكية في آن تركتنا نسخف عليهم …]

بل فيها الشفاء لمن به الداء العياء.

[ومرة قالوا: هو أحلم العرب ولا يوجد حليم مثله – وهذه لو دروا مطعنا في معاوية ومقدحا فيه في الحقيقة… ]

صار الحلم عند الرافضة قدحا!!!

[ ومرة يقولون لنا: كان يُغدِق المال على أفرادا من آل البيت ويعدون ذلك فضيلة له وهي ورب الكعبة رذيلة لا فضيلة ]

يا مثبت العقول.

[ ومن جملتها : هذه التي يلوكها بفيه الأزهري يقلد فيها المجسمة والنواصب أسلافه : الفراء وغيره…]

علم الله أن هذا المخالف قد رمى كل علماء أهل السنة بالتجسيم والنصب الآن وجعل الفراء صاحب كتاب إبطال التأويلات الذي أنا أول من رددت عليه بعد طبع كتابه التجسيمي فيأتي هذا يجعله من أسلافي وأجدادي، بل لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها، وها قد عير الطائي بالبخل مادر!! ولكن ماذا يقال لرافضي سباب شتام؟؟

[ فلِمَ لا يُسَمُّون محمد بن أبي بكر: خال المؤمنين!!!!!]

نسميه ولا حرج هو خال المؤمنين أيضا ومت غيظا، لكن معاوية خير منه من جهة أن محمدا معدود في الطبقة الثانية من الصحابة لا الأولى، وهم من أدركوا النبي وهم أطفال صغار ليس لهم تمييز، فكيف تساويه بمن أدرك النبي رجلا وجاهد معه ؟؟
ومعاوية ورد في فضله خبر حسن وليس كذلك محمد ومعاوية أجمعت الناس على بيعته عام الجماعة وليس كذلك محمد، ومحمد اشترك في دم المظلوم عثمان ومعاوية ولي عثمان فخذ هذه الفروق شاكرا.

[*** الفاسق.*** اللَّعين.*** الطليق ابن الطليق؟***]

بل أنت الفاسق اللعين الرافضي الخبيث.

[ ولا ورد في الأثر عن النبي: تسميته بـ(خال المؤمنين) فيصحُّ قولهم!!!]

انظروا إلى هذا يظن السر في التسمية!!
السر في المعنى ولو لم ترد التسمية، وهل وردت في الكتاب والسنة تسمية أحد بأمير المؤمنين؟؟
وأين وردت تسمية (أمير البغاة) التي أطلقتها على معاوية؟؟!!

[ كلاَّ ، ليس يخفى على العاقل: أن بُغضهم لأمير المؤمنين عليه السلام حَمَلَهم على تفضيل مُحَارِبــيه، وتبجيل أعاديه ومعانديه، وإهمال ذكر أوليائه، والمنسوبين إليه من أصفيائه…!!!!!]

اللهم إن هذا كذب وبهتان وافتراء فهذا حكمه على عموم أهل السنة والجماعة الذامين لسب معاوية والتطاول عليه فاشهدوا على هذا الرافضي.

الحمم البركانية الحارقة لشبهات الرافضة المارقة

السادة الإخوة القراء الكرام سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد ..

لقد اشترطت شرطا ضيعه المعنيون بتنفيذه والمسؤولون عن متابعته، ونتج عن ذلك اختلال التوازن الواضح في مجريات الحوار فصفحتان من جهتي تقابلهما جريدة كاملة من قبل المخالف،

ونظرا لضيق وقتي وعدم قدرتي على مجاراة المذكور فيما أسميه ثرثرة وعدم وضع المعنيين حدا للغثاء الكثير المتدفق سيكون هذا الرد الذي أكتبه متجشما ضيق الوقت واختناق الزمن علاوة على الغثيان الملازم لسماع الثرثرات الكثيرة والسباب واللعن المتكرر على أحد أصحاب وأصهار النبي الكريم،
فنظرا لهذا سيكون ردي هذا هو الأخير ـ إلى أن يتقيد الكل بالشرط المذكور ـ لا سيما وقد تمعنت في أكثر ما سطره المخالف فرأيته متورطا فيما رددناه عليه أولا في (قصع قميلة) لم يفق من صاعقتها بعد .. وقد كتب إلينا بعض الإخوة معبرين عن سرورهم بذلك الرد وملاحظتهم على المخالف عدم التوازن بعده ..

سيكون هذا الرد جمليا ومختصرا جدا أدع فيه الإشارة إلى عبارات المردود عليه وأكتفي بوجود نصوص كلامه أعلاه ..

أعاد المخالف الكلام على كتابة معاوية للوحي فأنكرها لكنه أقر وصحح كتابته لرسائل للعرب!! وقد ثبت لدينا أنه كتب الوحي، ولكن لنفترض تنزلا أنه لم يكتب الوحي أي القرآن الذي نزل به جبريل وكتب رسائل النبي لبعض الجهات فماذا كتب معاوية ؟؟
أليس يكتب كلام النبي ؟؟
أليس فيما كتب به النبي إلى العرب آيات من القرآن ؟؟
ألم يقرأ الطنجي وزمرته رسائل النبي إلى الملوك والأمراء ورؤساء العرب ورأى فيها الآيات ؟؟؟

القرآن وحي والسنة وحي ورسائل النبي وحي وفيها آيات من الوحي فمحاولة إنكار كتابة الوحي مع الاعتراف بكتابة الرسائل جنون والجنون فنون، ثم محاولة إنكار فضيلة الكتابة سواء للوحي الأول أو الثاني مما يستغرب له فإن أحدنا لا يستمل في ذلك إلا من كان أمينا فكيف بالنبي الكريم صلوات الله عليه،
وقد أجمع الناس على إثبات الفضائل بمثل هذا فكون النبي قد استعمل معاوية في أمر هام ككتابة الرسائل النبوية للجهات كاف جدا لأنه يكون قد كتب للنبي آيات وأحاديث وقد ائتمنه عليها النبي فمن أنكر أن يكون في هذا فضيلة فهو مريض..
ثم دعواه أن هناك من كتب الوحي ثم ارتد هراء لأن كلامنا في مسلم وإلا لزمه أن ينكر فضل الإسلام والصلاة والحج والصوم والزكاة وأعمال كثيرة بحجة أن هناك من فعل ذلك ثم ارتد !!
إن فضل الصحبة نفسه باق ما لم يرتد المرء
ودعوى ردة معاوية طامة كبرى سحقناها بإلزامات سابقة موبقة.

وهناك هراء كثير في كلام هذا الرافضي لو تتبعناه لصرنا مثله كقوله :
((ألم تمر به الآية التي بها الأمر بالاستجابة لله وللرسول إذا دعاهم لأمر يُحييهم؟؟؟؟؟!!!!! فقدَّم شهوة بطنه على الاستجابة لسيد الخلق ولربه الآمر له بذلك، وجلس يُكمِل أكله بعد الدعوات المتتالية له الواحدة نلو الأخرى؟؟؟؟ ))

انظروا لهذا الأسلوب فلو تبعنا هذا الرافضي في أسلوبه هذا لوجب علينا أن نتبعه منطقيا وأدبيا في مثل هذا الخبر الثابت في صحيح البخاري لما استنهض النبي عليا وفاطمة للصلاة ليلا :

(( فقال لهم ألا تصلون فقال علي فقلت يا رسول الله إنما أنفسنا بيد الله فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال له ذلك ولم يرجع إليه شيئا ثم سمعه وهو مدبر يضرب فخذه وهو يقول وكان الإنسان أكثر شيء جدلا ))

لسنا بحمد الله ممن يطعن في الصحابة ويقلل من شأنهم بمثل هذا، ولو تبعنا نحن الطنجي في أسلوبه هذا في الانتقاص والاستهزاء بمعاوية إذ تمادى في أكله متأخرا عن الاستجابة لندب النبي إياه لوجب علينا أن نفعل الشيء نفسه في حق علي وفاطمة عندما تماديا في النوم والدعة الفطرية وردا على رسول الله، على أن معاوية لم يجادل النبي مباشرة بل جادل رسوله إليه بخلاف علي وفاطمة، كما أن الصلاة قد يخرج وقتها سريعا ولا كذلك كتابة الرسائل
وهذا أبو بكر الصديق لما صلى بالناس إذ تأخر النبي ثم جاء فصفق الصحابة وأشار إليه النبي أن ابق مكانك لم يفعل فما أسعد الرافضة بهذا الطنجي إذ شرع لهم الاستهزاء بالصحابة متغاضيا عن أدب الصحابة ودلالهم على رسول الله ومتغاضيا عن كون النبي تارة يأمر أمرا جزما وتارة ندبا وتارة إباحة،
فهذا الطنجي لسواد قلبه يجعل مخالفة الأوامر كلها على حد سواء!!
وتلك الصحابية التي تبعت الجنازة فلما قيل لها قالت نهينا ولم يعزم علينا، فالصحابة يفرقون بين أمر ونهي هما عزيمة وبين آخرين لا عزم فيهما بخلاف الطنجي!!
فنحن نعوذ بالله أن نسلك في آل بيت رسول الله وصحبه ما يسلكه هذا الرافضي فإياكم وإياه .

ثم اتهم هذا الرافضي معاوية بمجموعة من الكفريات ـ المكذوبة قطعا ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله حتى أنه اتهمه باقتناء الأصنام !!!
فانتبهوا إلى أن هذا كله لو صح لعاد طعنا في كبار الصحابة وعلى رأسهم سيد السادات الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، لكن هذه التهم ما بين كذب موضوع محال أن يصح لمصادمته الإجماع المقطوع به، وما بين قضية سوء ظن كالتي سبقت فانتبهوا له.

ثم سخر بمن فضل معاوية على عمر بن عبد العزيز!!
أفتعلمون بمن سخر هذا الرافضي ؟؟
إليكم هذا لتعلموا بمن سخر :
قال سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين بالجنة : (( والله لمشهد شهده رجل يغبر فيه وجهه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمل أحدكم ولو عمِّر عمر نوح عليه السلام))
هو عند المقدسي في المختارة وإسناده صحيح، ومعاوية شهد مشاهد مع النبي صلى الله عليه وسلم، فجهاد معاوية مع النبي أفضل من عمل عمر بن عبد العزيز ولو عمِّر عمر نوح عليه السلام كما قال سعيد بن زيد
فعاد طعن الطنجي كما ترون على أحد العشرة المبشرين بالجنة، وهنا تذكروا قولي إخواني فوالله ليس معاوية إلا بابا ينفذ من خلاله هؤلاء إلى كبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان وبقية العشرة وآل البيت أيضا وقد رأيتم أمثلة.

ثم تعرض لمسألة سب عليٍّ على المنابر، وهذا إن كان فمن غير معاوية لا منه، أما معاوية فكان ينهى عن هذا فقد ذكر الطبري في تاريخه 4/276:

((عن جويرية بن أسماء أن بسر بن أبي أرطاة نال من علي عند معاوية، وزيد بن عمر بن الخطاب جالس فعلاه بعصا فشجه، فقال معاوية لزيد : عمدت إلى شيخ من قريش سيد أهل الشام فضربته!
وأقبل على بسر فقال: تشتم عليا وهو جده وابن الفاروق على رءوس الناس؟! أو كنت ترى أنه يصبر على ذلك؟! ثم أرضاهما جميعا ))
وقد ذكرنا لكم وصف علي في مجلس معاوية وبكاء معاوية لذلك، فبعيد كل البعد أن يأمر بسبه أو يتجرأ هو على ذلك مع قوله هذا ورأيه فيه واعترافه الثابت بفضله عليه، ولو فرضا حصول السب جدلا ففي الصحيحين أن العباس سب عليا سبا مقذعا ووصفه بالخائن الظالم الغادر فهل نطعن في العباس أيضا من أجل جهل الطنج؟؟
فإن قالوا العباس وعلي: عم وابن أخيه، فيغتفر ذلك بينهما، قلنا ومعاوية وعلي أبناء عم وإخوة وصحابة، فيغتفر ذلك بينهما ولا يقاس عليه، وقد ذكرنا سابقا أنه حصل بين الصحابة ما هو أعظم من السب : (القتال)
وقد ورد في الخبر : سباب المسلم فسوق وقتاله كفر. فكان على الطنج وأصحابه أن يعتبروا قتال عائشة وطلحة والزبير لعلي أعظم من سب معاوية فإن حكموا بكفر معاوية وفسقه لمجرد ذلك فليحكموا بمثله على طلحة والزبير وعائشة، وهذا في الحقيقة هو قود مقالة الطنجي وزمرته، وسترون كيف يتطاول على غير معاوية أيضا إن بقي معكم هنا.

ثم سأل سؤال الأطفال فقال : وأكبر دليل وحجة عند القوم وعليهم في نفس الوقت: هي أنهم عدوا ويعدون ولا يزالون يعدون عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين، لا معاوية بن أبي سفيان!!!! فاسألوهم لماذا لم يعدُّوه الخامس؟؟؟؟!!!!!
فأقول له: يا جاهل لو صلح هذا حجة لتأخير معاوية عما يجب له ولو صلح لإلصاق كل موبقة به لصلح لتأخير الحسن بن علي بن أبي طالب ولتهمته أيضا فإن من عدوا ابن عبد العزيز خامس الخلفاء لاحظوا أنه أشبه الناس زهدا بعمر، وهذا لم يكن في معاوية ولا الحسن وهما خير منه، فهؤلاء لم يذكروا معاوية ولم يذكروا الحسن بن علي أيضا فما جوابك أنت عن الحسن؟؟؟
لا يزال هذا يغمز في آل البيت وهو لا يشعر أو وهو يشعر ولكن الغل قد أعماه.

ثم احتج المخالف بخبر ابن عباس في أن الرجل يقول: أبي صحب رسول الله ولنعل خلق خير من أبيه!!
فلم يفهم هذا أن النعل الخلق لا تكون أفضل من أي إنسان لقوله تعالى ولقد كرمنا بني آدم فكيف تكون أفضل من المسلم الذي حرمته فوق حرمة الكعبة فضلا عن صحابي جاهد مع رسول الله !!
فوجب حمل هذا الخبر من ابن عباس على من كان أبوه منافقا وهو لا يدري بأن كان ظاهره الصحبة لكنه منافق أو كان مرتدا فهذا يقبل أن يقال فيه ذلك على حد قوله تعالى (أولئك كالأنعام بل هم أضل) (كمثل الحمار) (كمثل الكلب)،
أو يقصد ابن عباس الأفضلية النسبية أي أن أباه لم يكن فيه منفعة لأحد ألبتة فتكون النعل أنفع منه لبخله وشحه من جهة كونها تعود بمنفعة ما، أما من صحب رسول الله وجاهد معه فقد مر بكم قول سعيد بن زيد الصحيح الثابت، ومعاذ الله أن يكون ابن عباس قال هذا في معاوية خاصة بعد أن روى عنه ومدحه وبايعه:
فقد ورد في الصحيح أنه قال لمن سأله عن إيتار معاوية بواحدة : ((دعه فإنه فقه)) وفي رواية ((فإنه صحب رسول الله ))
وقد رواها الإمام الشافعي كما في مسنده بإسناد صحيح بلفظ آخر فقال : ((ليس أحد منا أعلم من معاوية))
وهاك الرواية كاملة من مصنف عبدا لرزاق الذي لم يرو في فضائل معاوية شيئا حسب زعم المخالفين:
روى عبدا لرزاق عن ابن جريج قال أخبرني عتبة بن محمد ابن الحارث أن عكرمة مولى ابن عباس أخبره قال، وفد ابن عباس على معاوية بالشام فكانا يسمران حتى شطر الليل فأكثر
قال، فشهد ابن عباس مع معاوية العشاء الآخرة ذات ليلة في المقصورة فلما فرغ معاوية ركع ركعة واحدة ثم لم يزد عليها وأنا أنظر إليه قال فجئت ابن عباس فقلت له ألا أضحك من معاوية! صلى العشاء ثم أوتر بركعة لم يزد عليها!
قال أصاب أي بني ليس أحد منا أعلم من معاوية إنما هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر من ذلك يوتر بما شاء .
فهذا كلام ابن عباس في معاوية.
وقد مرَّ ذكرنا لقول ابن عباس ((ليتأمرن عليكم معاوية)) ثم احتج بقوله تعالى ((ومن قتل مظلوما فقد جلعنا لوليه سلطانا ..))
بل أخرج أحمد عن أبي حمزة عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الغلمان فدعاني النبي صلى الله عليه وسلم وقال ادع لي معاوية وكان يكتب الوحي.
فمعاذ الله أن يقول ابن عباس عمن كتب الوحي أن نعلا خلقا خير منه.
ومنها ما جاء في بعض السير أن ابن عباس قال لعلي : (( اكتب إلى معاوية فأقره على الشام وأطمعه يكفك نفسه وناحيته فإذا بايع لك الناس أقررته أو عزلته))
ومعاذ الله أن يقول ابن عباس هذا في منافق كافر أو نعل خلق.
وعن معمر عن همام بن منبه سمعت ابن عباس يقول: (( ما رأيت رجلا كان أخلق للملك من معاوية ،كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب لم يكن بالضيق الحصر العصعص المتغضب يعني ابن الزبير))
وهذا رواه عبدا لرزاق في المصنف عن معمر 11/453 وإسناده صحيح صحيح، وفيه رد على زعم الجاهل أن عبدا لرزاق لم يخرج في فضل معاوية شيئا.

بل أخرج عبدا لرزاق في جامع معمر عن معمر عن ابن طاووس عن أبيه قال دخل ابن عباس على معاوية فقال له إني لأراك على ملة ابن أبي طالب، فقال له لا ولا على ملة ابن عفان.
قال طاووس يعني ملة محمد صلى الله عليه وسلم ليست لأحد.
فهذا ابن عباس يشهد أن معاوية على ملة ابن أبي طالب وإنما نفى معاوية نسبتها إلى علي قاصداً نسبتها لرسول الله كما قال طاووس.

وروى أبو هلال عن قتادة قال: قال معاوية واعجبا للحسن شرب شربة من عسل بماء رومة فقضى نحبه ثم قال لابن عباس: لا يسوؤك الله ولا يحزنك في الحسن
قال: أما ما أبقى الله لي أمير المؤمنين فلن يسوءني الله ولن يحزنني قال فأعطاه ألف ألف من بين عروض وعين قال اقسمه في أهلك. خرجه ابن عساكر.

وعن علي بن عاصم عن ابن جريج عن الحسن بن مسلم عن طاووس عن ابن عباس قال لما احتضر معاوية قال إني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصفا وإني دعوت بمشقص فأخذت من شعره وهو في موضع كذا وكذا فإذا أنا مت فخذوا ذلك الشعر فاحشوا به فمي ومنخري. إسناده لا بأس به.
وأما رواية البزار عن ابن عباس فلم نجدها في المطبوع لنحكم على إسنادها، واعتماد الطنجي على تصحيح الهيثمي تقليد لأنه لم يقف على سنده أصلا وهو يزعم أنه لا يقلد!!.

ثم ذكر هذا المخالف أن العلامة محمد بن العربي التباني قال بأن رواية كتابة معاوية للوحي لا تصح!
فاقول لا بأس عليه في مناقشة ذلك لكنه لم ينكر فضل كتابته لرسول الله لغير الوحي ولا ينكر أن يكون فيما كتب من الرسائل آيات وهي وحي وهو لا يكفر معاوية ولا يفسقه كما تفعل أنت، ولو قرأ التباني كلامك لربما كفرك أنت، وارجع إلى كتابه إتحاف ذوي النجابة :
http://www.elnafeas.net/montada/index.php?showtopic=1176
ثم استدل الرافضي الجاهل بأخبار باطلة واهية وأخرى دلسها الرافضي لينفذ من خلالها إلى تكفير الصحابة، وقد لاحظت عليه هنا سريعا ما كنت توقعته، فهو قد تجازو معاوية فطاح في أبي سفيان أيضا ثم عرج على عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة وعشيرته ورمز إلى عثمان وسائر الصحابة
وهذا تذكير لكون هذا الرافضي لا ينوي التوقف عند حد معاوية أصلا، وهذا ما قرره أهل السنة والأولياء والصالحون، فإنك لا ترى من يتسور على حرمة معاوية إلا ويتبعه بباقي الصحابة، وما معاوية إلا باب للنفاذ إلى من بعده ..

وأنا ذاكر هنا قاعدة جليلة تهدم كل ما بناه الرافضة على أم رؤوسهم:
فقد روى البخاري في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم “من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة” حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة.

وعند مسلم في باب ” باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة” الأحاديث التالية:
عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدرى ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي، قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا.
[ ملاحظة]:كأني بالرافضي كلما رأى خبرا فيه لعن رجل أو فلان أو رجلين تبرع بأن المقصود معاوية وأبو سفيان !! فهذان الرجلان هنا إن كانا معاوية وأبا سفيان ـ على اعتبارهما شماعة الرافضة ـ فإن ما كان من اللعن لهما فو كفارة وزكاة وأجر وثواب لا يحبط عملهما وإسلامهما وجهادهما مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له.
عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أن فيه زكاة وأجرا.
عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة.
عن سالم مولى النصريين قال سمعت أبا هريرة يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة.
عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة.
عن أبي هريرة أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة.

عن جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا.

عن أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا على نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها
قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أنى اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة.

فهذه الأحاديث في الصحيحين ذابحة للرافضة، لأنها تقرر أن سب المؤمن ولعنه في ساعة الغضب ينقلب حسنة له وكفارة لسيئاته وأجرا يوم القيامة، وهذا الكرم شرط وعهد بين النبي وربه لا يخلفه فيه
والرافضة لتكذيبهم هذه الأخبار يحملون كل لعن وارد على ذم الملعون وتكفيره وتفسيقه حتى وإن كان ممن استعمله عمر الفاروق أو عثمان ذو النورين وأجمع عليه الصحابة وبايعه الحسن !! كل هذا على فرض صدور اللعن في حق معاوية فكيف واللعن لم يثبت في حقه أصلا.

وقد ترددت في الكلام على الأخبار الواهية التي ساقها الرافضي لأن في ذلك طولا، فالكلام عليها يكون أطول من إيرادها، لا سيما وأن ما قدمناه في (قصع قميلة) كاف لهدم كل أخبار الرافضة هذه من الناحية العقلية والنقلية، ولكن سأكتفي بإشارات وأمثلة تكشف وتفضح الرافضة

الأول :خبر عبدا لله بن عمرو

يطلع عليكم رجل من أهل النار .. إلخ
فقد عجز الرافضي أن يخرجه من شيء من كتب ودواوين الإسلام إلا من كتاب البلاذري الذي جن بسبب الحبوب التي كان يتعاطاها، فلعله لما أودعوه المارستان جنت معه كتبه أيضا فتسلط عليها أمثال الطنجي هذا فركبوا فيها أسانيد معروفة على متون ما سمع بها أحد قط
وهذا التركيب من دلائل الوضع بلا شك علاوة على مصادمة ذلك للإجماع، وعلاوة على ورود ما يخالفه في مسند أحمد والبزار ومعجم الطبراني تسمية الرجل الطالع بالحكم وهو ابن أبي العاص انظر (مجمع الزوائد) للهيثمي1/113 حيث قال: (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح)، وبقية الروايات ليس فيها التصريح بالرجل الطالع، والطنجي ليس لديه جواب عن تولية عمر وعثمان وتنازل الحسن لشخص يعلمون أنه ملعون من أهل النار!!
ومن العجيب أن يلعنه النبي ويقول فيه وهو يستكتبه!! فهذا خبر باطل، ومع بطلانه فهو مسروق مغير من خبر آخر رواه أبو نعيم في الحلية بسنده إلى ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فطلع معاوية ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية ثم قال من الغد مثل ذلك فطلع معاوية))
فهذا الخبر لما سمعته الرافضة أسخطهم فقلبوه وعكسوه وركبوا له إسناداً على شرط مسلم ثم دسوه في كتاب البلاذري المجنون ليغتر به الطنجي، والغريب في هذا الخبر المكذوب حقا أن (راويه): عبد الله بن عمرو بن العاص!!
ومن المعلوم أن الطنجي وأصحابه هولوا وجعجعوا كثيرا برواية عبد الله بن عمرو لخبر تقتلك الفئة الباغية، وزعموا أن هذه الرواية أثرت في عبد الله بن عمرو وكشفت له أن معاوية باغ!! والآن ما حاجة عبد الله بن عمرو يا ترى لحديث عمار إذا كان يعلم سلفا أن معاوية من أهل النار؟؟؟؟ فهذا الاضطراب والتناقض وحده كاف، فهذا لن يجد الطنجي له جواباً أيضا لأنه يتحدث من منطق الغل لا العقل، وكذلك شأنه في سائر الأخبار.

الثاني : خبر سفينة
لعن الحامل والمحمول .. إلخ .
هو من الغرائب، وسعيد بن جمهان راويه اختلفوا فيه، ولم يجد الرافضي التصريح فيه باسم معاوية وأبي سفيان إلا عند البلاذري لما جن وأودعوه مستشفى المجانين، وأما رواية البزار فليس فيها ذلك، وهو لا يعنيه غير اللعن والسب والأستاه، سواء كان ذلك قبل الإسلام أم بعده، المهم هو السب، ولو كان ذلك صحيحا فمتى كان؟
وإن كان بعد الإسلام فهو كفارة لهما وحسنات وأجر.

الثالث : خبر المهاجر بن قنفذ
الثالث ملعون ..إلخ
ليس فيه التصريح بأسماء الثلاثة ولا الملعون هذا، ومع ذلك حشره الرافضي هنا، والمضحك أن يكون الثالث هو الملعون فقط مع أن الرافضة لا يبرؤون أحدا يصحب معاوية من اللعن لا أبا سفيان ولا أبناءه ولا عمرو بن العاص؟؟ فلم كان الاثنان الآخران غير ملعونين يا ترى؟؟؟

الرابع : خبر نصر بن عاصم عن أبيه
لعن الله القائد والمقود .. إلخ
ليس في جميع رواياته التصريح بالقائد والمقود، وقد تبرع الرافضي من كيسه فأدرج كلمة (هو معاوية وأبوه أبو سفيان) !! وهذا ليس في الرواية.

الخامس : خبر إبراهيم بن البراء
اللهم عليك بصاحب الأستاه .. !!
قال البخاري في التاريخ الكبير يختلفون في إسناده، وهو من الغرائب لا يفرح به إلا الطنجي وأضرابه، وعلى فرض صحته فلا يجوز أن يكون المقصود به معاوية لما تقدم من الدلائل العقلية والنقلية، والدليل على ذلك هنا بخصوصه كلمة (اللهم عليك ب..) فهذا دعاء من النبي واضح معناه والمقصود به

لكن لو تأولناه لقلنا معناه اللهم عليك به أي تول أمر هدايته فاجعله هاديا مهديا واهد به كما ورد في أخبار أخرى فإن كلمة (عليك بكذا) فيها حث على تولي أمر ما دون تحديد، كما تقول لضيفك عليك بهذا التمر أو تقول لطالب علم عليك بذلك العالم، فكذلك قوله اللهم عليك به، قد تكون دعوة له أو عليه، وقد تولى الله أمر معاوية فهداه، وكأنه قال اللهم اكفناه بما شئت من هدايته أو إهلاكه فشاء الله تعالى له أن يكون خليفة للمسلمين

فإذا لم نتأول هذا الخبر كذلك وأبقيناه على ظاهره وقلنا بأن المقصود به معاوية لكان هذا دعاء لم يستجب قطعا لما تقدم شرحه، والطنجي يزعم أن النبي دعا على معاوية بقوله (اللهم عليك به) فكانت النتيجة أن الله تعالى ملك معاوية خلافة الأمة .. إلخ فانظروا سخف عقول الرافضة.

السادس : خبر أبي مجلز
في لعن عمرو والمغيرة لعلي وإخبار الحسن بلعن النبي لهم جميعا مع معاوية!
فهذا الخبر كان الواجب على الرافضي أن يستحيي من إظهاره وإشهاره لأنه لو صح وهو باطل لدل على أن الحسن من أعظم الناس جرما في الإسلام إذ ولى أمر الأمة من يعلم يقينا أنهم ملعونون على لسان جده صلى الله عليه وسلم، فكيف ترى يكون حال الحسن بين يدي الله تعالى وقد خان الأمة بتولية معاوية وعمرو والمغيرة مع أن الحسن عنده علم بأنهم ملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟!!
أليس هذا من أعجب العجب؟؟؟
اللهم إلا أن يقال بأن الحسن أخبر بأنهم ملعونون ولم يبين متى فوجب حمل ذلك على ما قبل إسلامهم فلا حرج عليهم، أو يحمل على اللعن الذي هو كفارة ورفع درجات، لكن هذا المعنى وإن كان مقبولا عندنا إلا إنه مردود عند الرافضة فكون الحسن ولى كافرا منافقا ملعونا لازم لهم بلا انفكاك!!
فدل ذلك على ضرورة تأويله أو فهو باطل، وهذا الطنجي الرافضي حتى الآن لم يتخلص من هذه الورطات الإلزامية التي لا يفهم منها الطعن في معاوية وحده بل في عدد كبير من الصحابة الكرام منهم عمر وعثمان وباقي العشرة والحسن وآل البيت ..

ثم بعد سوق هذا الهراء تعرض الطنجي لكون معاوية من مبغضي علي !! ولا دليل عنده على ذلك، فلا يوجد دليل بتصريح معاوية ببغض علي، بل الأخبار دالة بخلاف ذلك أما التشاتم والتقاتل إن حصل فلا يدل على البغض فقد حصل بين العباس وعلي وحصل بين طلحة والزبير وعائشة وعلي فلم يدل على بغض .. لكن الرافضي يقصد هذا أيضا وإنما جعل معاوية سلما يرقى به إلى غيره.

ثم حاول الرافضي الجواب عن إلزاماتنا القوية في مباحثة خبر الدبيلة فتبين أنه لم يفقه كلامنا ففشل فشلا ذريعا في الجواب بحيث لا أحتاج إلى مناقشته.

ثم عاد لذكر الأخبار والمثالب ! على النحو التالي :

خبر عبادة بن الصامت
ومقصوده منه أمران :
الأول أن الخمر كان لمعاوية يشربه!
والثاني أن عبادة حلف أن معاوية من الأمراء الذين يلون فيعرفونكم ما تنكرون وينكرون عليكم ما تعرفون ..
فأما أن الخمر كان لمعاوية فكذب، والرواية التي احتج بها الطنجي نفسه من مسند الشاشي مصرحة بالتالي : (فأرسل فلان إلى أبي هريرة فقال: ألا تمسك عنا أخاك عبادة بن الصامت: إما بالغدوات فيغدو إلى السوق فيفسد على أهل الذمة متاجرهم وإما بالعشي فيقعد بالمسجد ليس له عمل إلا شتم أعراضنا وعيبنا)
ففلان هنا مبهم وعلى فرض أنه معاوية فقد بين أن عبادة كان يفسد على أهل الذمة متاجرهم وبضائعهم، والفقهاء على ترك أهل الذمة وكنائسهم ومشاربهم ومآكلهم، وعبادة يظهر من أمره أن له مذهبا خاصا بعدم تمكين أهل الذمة من مشاربهم ومآكلهم المحرمة في شرعنا

وهذا خلاف ما عليه الفقهاء، فيكون اجتهاد عبادة شاذاً كاجتهاد أبي ذر الغفاري الذي كان يحرم ادخار شيء من الذهب والفضة، فقلب المسألة ليكون الخمر لمعاوية اختلال فكري منشؤه سوء الظن، وقد انجر الأمر لعثمان وأبي هريرة كما ترى وهو أكبر دليل على أن قاصد معاوية لا بد أن يتجاوزه إلى غيره من الصحابة!!!
وأما حلف عبادة أن معاوية من أولئك الأمراء وإن كان رأيا مجردا بسبب أن عبادة لم ير الأمراء بعد معاوية، وعمر وعثمان قد رضيا معاوية وكفى بذلك تعديلا، ومع هذا فهذا الحلف من عبادة لا وجود له في أكثر الروايات والطنجي نفسه أوردها خالية من طرق كثيرة فكانت حجة عليه فمن ثم أساء الظن بها وبمخرجيها من الأئمة وزعم أنهم حرفوها أحمد والبزار والطبراني والبيهقي وغيرهم!!
على أن الرواية ينفرد بها من لا يعتمد عليه ولا يحتج به، وبمثل هذا يريد الطعن والتكفير.

خبر عبد الرحمن بن سهل
ومقصوده منه أن الخمر لمعاوية وأن عبد الرحمن بن سهل سمع شيئا من النبي قدحاً في معاوية.
وهذا الخبر لو صح لكان حمله على ما حمل عليه خبر عبادة متعينا، فتكون روايا الخمر لأهل الذمة لا لمعاوية كما هو واضح من رواية عبادة ويكون رأي ابن سهل كرأي عبادة في عدم تمكين أهل الذمة من بعض المشارب والمآكل التي حرمت علينا
وأما ما سمع عبد الرحمن بن سهل من النبي فمبهم، ولعله سمعه عامًّا فخصص بلا دليل صحيح، كأن يكون سمع النبي يتحدث عما يحدث الأمراء فقال عبد الرحمن إن رأيت من معاوية ما سمعت من النبي في الأمراء فعلت كذا وكذا، ولا شك أن الخروج على الأمراء بسبب الفسق مما أجمع أهل السنة على منعه
ومع هذا كله فالخبر تالف سندا لا يحتج به إلا مثل الطنجي ففي سند القصة : راوٍ اضطربوا فيه فمرة هو يزيد بن سفيان، ومرة يزيد بن سليمان، ومرة بريدة بن سفيان، والحافظ ابن حجر ضعفه على أنه يزيد بن سفيان كما في الإصابة طبعة العلمية
وهذا هو الوهم الذي يشير إليه (الطنجي) والحقيقة أن الحافظ لم يهم فهو يقصد بريدة بن سفيان لأن السند الذي يتكلم عليه الحافظ فيه بريدة بن سفيان فكيف يتكلم عن غيره؟؟؟

فإن كان الراوي فرضاً هو يزيد بن سفيان فهو أبو المهزم وهو هالك متهم بالوضع، وإن كان غيره فمجهول، وإن كان يزيد بن سليمان كما في مطبوعة معجم الصحابة لابن قانع فمجهول، لكن الصواب أنه بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي فهو الذي يروي عن القرظي ويروي عنه ابن إسحق فهو ضالتنا هنا، وإليك ما قاله فيه أهل الجرح والتعديل لتعلم تدليس الطنجي ـ مع علمه بذلك لأنه أشار إلى وهم الحافظ يريد أنه بريدة لا يزيد فهو يعرفه ـ :

قال الحافظ في التهذيب :
((س النسائي :
بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي روى عن أبيه وغلام لجده يقال له مسعود بن هبيرة وعنه أفلح بن سعيد القبائي وابن إسحاق
قال البخاري فيه نظر [ وهذا من البخاري جرح شديد] وقال النسائي ليس بالقوي في الحديث وقال الجوزجاني ردي المذهب مقنع مغموص عليه في دينه وقال ابن عدي ليس له كثير رواية ولم أر له شيئا منكرا [ سينبه الحافظ إلى أن عبارة ابن عدي الكاملة هي (منكرا جدا) ]

وقال الآجري عن أبي داود لم يكن بذاك تكلم فيه إبراهيم بن سعد قلت لأبي داود كان يتكلم في عثمان قال نعم قلت بقية كلام بن عدي (منكر جدا)
وقال الدوري سمعت يحيى يقول يعقوب بن إبراهيم بن سعد يقول عن أبيه أخبرني من رأى بريدة يشرب الخمر في طريق الري قال الدوري أهل مكة والمدينة يسمون النبيذ خمرا فالذي عندنا أنه رآه يشرب نبيذا قلت وقال بن حبان في ثقات التابعين قيل أن له صحبة وحكى بن شاهين في الثقات عن أحمد بن صالح أنه قال هو صاحب مغاز وأبوه سفيان بن فروة له شان من تابعي أهل المدينة وقال الدارقطني متروك وقال العقيلي سئل أحمد عن حديثه فقال بلية))
ومن كلام ابن معين رواية الدوري ((سألته عن بريدة بن سفيان كيف حديثه قال له بلية تحكى عنه))
وقال الحافظ في التقريب : ((بريدة بن سفيان الأسلمي المدني ليس بالقوي وفيه رفض من السادسة س)).
وهذا الراوي هو الذي روى أن عثمان نفى أبا ذر إلى الربذة !!

فاتضح أمره الآن وقد ستره الطنجي وبمثل هذا يتوصل للطعن في الصحابة لا معاوية فقط، وانظروا إلى تأويل شربه للخمر هنا فهذا نحن نقبله لأنه تأويل واضح لكن لا يقبله الطنجي لأنه لا يتأول لمعاوية بمثله على فرض ثبوت الرواية الآتية فيما يوهم شربه له، فهذا هو الراوي الذي يعتمد عليه الطنجي للطعن في معاوية!

خبر عبد الله بن بريدة
وهذا الخبر أورده الطنجي من مسند أحمد ومصنف بن أبي شيبة، أما رواية المصنف فليس فيها ما يريده وإنما أوردها ليقول بأن الأئمة حرفوها !! وأما رواية المسند ففيها ما ظاهره تناول شراب محرم، فأورده ليثبت به أن معاوية شرب الخمر !
مع أن تأويله ممكن وقد تقدم قريبا اعتذار عباس الدوري عن بريدة بن سفيان بأن أهل مكة والمدينة يسمون النبيذ خمرا ولكن الطنجي ليس ممن يفهمون هذا الباب، ومن أراد بسط هذه المسألة فليراجع كتاب الأشربة لابن قتيبة ويعجبني قوله فيه ص108 :
((الذين ذهبوا إلى تحريمه كله ولم يفرقوا بين الخمر وبين نبيذ التمر وبين ما طبخ وبين ما نقع وبين ما اشتد وما سهل فإنهم غلوا في القول واشتدوا في الحظر ونحلوا قوماً من البدريين وقوماً من خيار التابعين وأئمة من السلف المقتدى بهم في الدين شرب الخمر!! وزينوا ذلك بأن قالوا : شربوها على التأويل، فاتهموا القوم ولم يتهموا نظرهم ونحلوهم الخطأ وبرؤوا منه أنفسهم.
وقد كان قوم من الصحابة يرون الاستمتاع من النساء جائزا ويفتون به منهم .. ابن عباس .. والمتعة عندهم [ الجمهور] زنى ، فهل يجوز أن يقال : هؤلاء زنوا بالتأويل وأفتوا بالزنا على التأويل؟؟؟!!!))اهـ.
فالأمر لا يختص بمعاوية وحده لمن تدبر.
وأنت ترى في هذه الرواية كلمة (الشراب) لا الخمر ولكن ابن الطنجي دخل المسألة بِغِل فلا مطمع في أن يفهم ويعي هذا.
وفوق ذلك كله فإن الرواية التي أوردها من مسند أحمد والدالة على مراده ضعيفة الإسناد فهي من رواية الحسين بن واقد عن عبد الله بن بريدة وإليك قول أحمد المخرج للرواية نفسه فيها وغيره :
قال الأثرم عن أحمد أما سليمان فليس في نفسي منه شيء وأما عبد الله [ هو ابن بريدة] ثم سكت ثم قال كان وكيع يقول كانوا لسليمان أحمد منهم لعبد الله.
وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنكرهما.

وقال أبو القاسم البغوي حدثني محمد بن علي الجوزجاني قال قلت لأبي عبد الله يعني أحمد بن حنبل سمع عبد الله من أبيه شيئا قال ما أدري عامة ما يروي عن بريدة عنه وضعف حديثه وقال إبراهيم الحربي عبد الله أتم من سليمان ولم يسمعا من أبيهما وفيما روى عبد الله عن أبيه أحاديث منكرة وسليمان أصح حديثا.

وقال الأثرم قال أحمد في أحاديثه [يعني الحسين بن واقد الرواي عن ابن بريدة] زيادة ما أدري أي شيء هي ونفض يده.
قال أحمد أحاديثه ما أدري إيش هي.

قال الحافظ بن حجر : ((ويتعجب من الحاكم مع هذا القول في ابن بريدة كيف يزعم أن سند حديثه من رواية حسين بن واقد عنه عن أبيه أصح الأسانيد لأهل مرو)) فظهر أن الحسين بن واقد عن ابن بريدة سند ضعيف.

خبر ابن جزء في الطلاء
أما إسناد هذا الخبر فليس بالقائم ففيه ابن لهيعة وقد رواه عن رجل يقال له المقدام بن سلامة الحجري !!
فمن هو هذا المقدام ؟؟
ما وقفت له على ذكر، وبمثل هذا يريد الطنج تكفير الصحابي، سلمنا أن الخبر صحيح فالخبر لا يتكلم عن الخمر بل عن نوع من أنواع العصير يقال له الطلاء مختلف فيه وقد سكت عنه معاوية فما حرمه ولا أحله فكان ماذا، سلمنا أن معاوية أحله وشربه أيضا فليس هو بخمر حتى يجب الذم بل شراب مختلف فيه وقد اجتهد معاوية وليس أحد أعلم منه كما قال ابن عباس فرأى حله فكان ماذا؟؟؟
سلمنا أنه حرام مجمع على تحريمه وأن السكوت عنه فضلا عن إباحته جرحة وقدح فهذا يوجب ذم غير واحد من كبار الصحابة الذين هم أجل من معاوية ـ وهذا مراد الطنج ـ وقد أباحوه وشربوه

وهاك النصوص

روى ابن أبي شيبة في مصنفه (((باب في الطلاء من قال إذا ذهب ثلثاه فاشربه)))
قال حدثنا علي بن مسهر عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس أن أبا عبيدة ومعاذ بن جبل وأبا طلحة كانوا يشربون من الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود بن أبي هند قال سألت سعيد بن المسيب عن الشراب الذي كان عمر بن الخطاب أجازه للناس قال هو الطلاء الذي قد طبخ حتى ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
حدثنا وكيع عن الأعمش عن ميمون عن أم الدرداء قالت كنت أطبخ لأبي الدرداء الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه فيشربه.
حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن حجاج عن ميمون عن أم الدرداء عن أبي الدرداء أنه كان يشرب من الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
حدثنا مروان بن معاوية عن الحسن بن عمرو عن فضيل بن عمرو قال قلت لإبراهيم ما ترى في الطلاء قال ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
حدثنا وكيع بن الجراح عن أباه بن عبد الله البجلي عن رجل قد سماه قال كان علي يرزق الناس من الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
حدثنا وكيع قال حدثنا بشير بن المهاجر عن الحسن قال اشرب من الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
حدثنا وكيع عن سعد بن أوس عن أنس بن سيرين قال كان أنس بن مالك سقيم البطن فأمرني أن أطبخ له طلاء حتى ذهب ثلثاه وبقي ثلثه فكان يشرب منه الشربة على اثر الطعام.
حدثنا وكيع عن إسرائيل عن حيكم بن جبير عن إبراهيم قال أشرب من الطلاء ما ذهب ثلثاه وبقي ثلثه.
حدثنا وكيع عن سفيان عن يعلى بن عطاء قال سمعت أعرابيا سأل سعيد بن المسيب عن الطلاء على النصف فكرهه وقال عليك باللبن.
قال حدثنا عبد الله بن إدريس عن يزيد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبي جحيفة قالا كان علي يرزقنا الطلاء قال قلت كيف كان قال كنا نأكله بالخبز ونحتاسه بالماء.
حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن مجالد عن الشعبي قال كان علي يرزق الناس الطلاء في دنان صغار فسكر منه رجل فجلده علي ثمانين قال فشهدوا عنده أنه سكر من الذي رزقهم قال ولم شرب منه حتى سكر؟؟

قلت فهذه الأخبار التي ذكرت هي ربع ما تركت، وفيما ذكرت هنا حجة على الطنجي وأضرابه أنه أباح الطلاء جمع من الصحابة الكبار الكبار منهم عمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وأبو عبيدة ومعاذ وجماعة من أهل بدر وأنس وأبو الدرداء وأم الدرداء وجرير وعبد الرحمن بن بشير وأبو طلحة والبراء بن عازب وأبو جحيفة وجعفر بن أبزى وجماعات كثيرة من التابعين منهم الحسن ومجاهد وعكرمة …
فصار كلام الطنجي عفطة عنز وروايته كأمس الذاهب، وقد عرفتم على من يعود طعنه غير معاوية ـ الذي سكت ولم يفت في الطلاء ـ : على علي وعمر وووو. ثم ذكر الطنجي كلاما فضولا لا نتشاغل به.

خبر الحرير والذهب

ثم ذكر رواية من طريق بقية بن الوليد وهو مدلس تدليس تسوية باتفاق المحدثين ولا تقبل عنعنته حتى يصرح بالتحديث، فهو خبر ضعيف لا يصح، ولو صح لم يكن فيه حجة ألبتة لأن شاهد الطنج منه قول المقدام : ((لقد رأيتُ هذا كله في بيتك يا معاوية)) ولم يقل رأيتك تلبس ذلك، فلعل اللابس له عذر
ويجوز أن يكون المقدام على رأي أبي ذر في حرمة ادخار الذهب والفضة فرأى أن وجود الذهب والفضة في البيوت حرام!!
وقد يجوز أن لا يكون المقدام علم بحل الحرير للنساء أو لغير لبس الرجال فعمم التحريم، ويجوز أن يكون غير عالم بحل نحو الأربع أصابع في الأطراف كجبة النبي، أو غير عالم بحل ما كان الحرير في لحمته دون سداه مثلا يعني الخيوط العرضية دون الطولية، وهناك الكثير من المخارج والتأويلات
ومعاوية أعلم من المقدام فلا يقدم فهمه على فهم معاوية والمقدام ارتد فحبطت صحبته ثم رجع ومعاوية أجل منه، ومهما يكن فليس الخبر بالصحيح أصلا، ثم نقض الجاهل غزله فأورد من طريق معاوية خبر تحريم الحرير والذهب فجدع أنفه بكفه لكنه كابر لغل في قلبه.

ثم تكلم الجاهل في مسألة معاوية والأنصار بكلام ضعيف ممجوج ثم نقضه أيضا بضده فلا يستحق أن نضيع الوقت في رده.

ثم عاد الجاهل إلى خبر الدبيلة فأراد أن يستدرك ورطته فلم يفلح أبدا ورأينا أن ما تقدم منا في خبر الدبيلة كاف لنسف كل ترهاته بلا تردد، بل كان رده أسوأ من سكوته ولو لم يرد لكان خيرا له فإنه أبدى فيه من الجهل والتطاول على الصحابة والعلماء ما لا يخفى ..

ثم قال : (( فمعاوية ما كان الصحابة يرونه مسلما لا هو ولا أباه أبا سفيان بن حرب: من الأصل والتفصيل تراه في محله)) فانظروا إلى هذا الطنج إلى أي حضيض انحدر حتى زعم أن عمر وعثمان وليا كافرا وأن الحسن تنازل لكافر، وأن الصحابة عام 41 أجمعوا على بيعة كافر!!
تعسا لك من رافضي فاجر.

ثم قال : ((فأمر معاوية أشهر من عبد الله بن أبي بن سلول، ولكن الرعب الذي طبقه بني أمية والتقتيل والتشريد وهدم البيوت على أصحابها الذي مارسوه)) يقصد أن معاوية أشهر نفاقا من ابن سلول لكن الخوف من بني أمية عكس الأمر !!
ونسي الجاهل أن الدوافع لإشهار نفاق معاوية كانت متوفرة كل التوفر في عهد النبي وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي والحسن، فلم استتر ذلك في تلك العهود كلها حتى تمت له بيعة الصحابة بإجماع عام 41؟؟
ثم دعك من دولة بني أمية وأخبرني عن الدولة العباسية عدوة الأمويين ما بال الناس بقيت خائفة؟؟؟
وفي هذا العهد صنفت أشهر دواويين الإسلام الحديثية فمم يخاف الناس ساعتها يا طنج؟؟!

ثناء ابن عباس على معاوية

حاول المبتدع التلاعب بهذه الرواية، فترك الجادة الواضحة إلى بنيات الطريق وإليك البيان:

ورد في الصحيح عن ابن عباس من طريق ابن أبي مليكة أنه قال لمن سأله عن إيتار معاوية بواحدة : ((دعه فإنه فقيه)) وفي رواية في الصحيح أيضا ((فإنه صحب رسول الله )) وقد رواها الإمام الشافعي كما في الأم وكما في مسنده من طريق كريب بإسناد صحيح بلفظ آخر فقال : ((ليس أحد منا أعلم من معاوية))
وهاك الرواية كاملة من مصنف عبدا لرزاق الذي لم يرو في فضائل معاوية شيئا حسب زعم المخالفين:
روى عبدا لرزاق عن ابن جريج قال أخبرني عتبة بن محمد ابن الحارث أن عكرمة مولى ابن عباس أخبره قال وفد ابن عباس على معاوية بالشام فكانا يسمران حتى شطر الليل فأكثر قال فشهد ابن عباس مع معاوية العشاء الآخرة ذات ليلة في المقصورة فلما فرغ معاوية ركع ركعة واحدة ثم لم يزد عليها وأنا أنظر إليه قال فجئت ابن عباس فقلت له ألا أضحك من معاوية! صلى العشاء ثم أوتر بركعة لم يزد عليها! قال أصاب ((أي بني ليس أحد منا أعلم من معاوية)) إنما هي واحدة أو خمس أو سبع أو أكثر من ذلك يوتر بما شاء .

وأخرجها الطحاوي في معاني الآثار والمروزي في كتاب الوتر من طريق عطاء بلفظ
((أصاب معاوية)) وأخرجها البيهقي في السنن الكبرى من طريق كريب بلفظ ((أصاب))

فهذه الطرق المتعددة عن : عكرمة وكريب وعطاء وابن أبي مليكة ـ علاوة على ما في صحيح البخاري ـ لا تقنع الطنجي فلم يزل يبحث حتى وجد رواية عند الطحاوي في شرح معاني الآثار من طريق عكرمة لفظها : ((من أين ترى أخذها الحمار)) !!!
ففرح بها الطنجي وفهمها على أساس أن ابن عباس ينعت معاوية في ضيافته بالحمار!!

ولكن الطنجي بتر كلام الطحاوي بعدها فإن الطحاوي قال على إثر هذه 1/289 :
((حدثنا أبو بكرة قال ثنا عثمان بن عمر قال ثنا عمران فذكر بإسناده مثله إلا أنه لم يقل الحمار)) فهذه الرواية هي نفس طريق عمران بن حدير من وجه آخر وليس فيها كلمة الحمار فيكون لفظها: (( من أين ترى أخذها)) وهي الموافقة لطريق عكرمة السابق، وإيضاحها أن ابن عباس يقول لعكرمة : لا تضحك من فعل معاوية فعمن تتوقع أن يكون أخذ هذا الفعل حتى تضحك ؟؟ أليس قد صحب النبي كما صحبناه؟؟ وليس أحد منا أعلم من معاوية دعه فإنه فقيه وقد أصاب معاوية
وهكذا تلتئم الروايات ولا تتعارض فتكون لفظة الحمار مدرجة منكرة لا تصح أبدا، وعلى فرض صحتها فقد يكون الصواب أن ابن عباس غضب من استهزاء عكرمة فقال له ( من أين ترى أخذها أيها الحمار) يعني أنت حمار إذ تظن أن معاوية أوتر بواحدة من تلقاء نفسه وقد صحب النبي وهو فقيه
لكن لا حاجة لنا إلى هذا التأويل مادامت اللفظة منكرة والصواب ما في الصحيحين وباقي الطرق، والطنجي لا يتورع عن رد كل الروايات المصرحة بمدح معاوية ولو كانت في الصحيحين في حين يصحح الروايات الباطلة الطاعنة ولو كانت من طريق البلاذري المختل أخيرا ولو في آخر حياته وفي كتاب لم يكمله.

ثم ذكر الطنجي رواية (لعن الله فلانا عمدوا إلى أيام الحج فمحو زينته وقال زينة الحج التلبية) وقد أخرجها من مسند أحمد ومصنف بن أبي شيبة ولم يجدها عند غيرهما وسندها واحد ولا يصح، لأن راويه أيوب بن أبي تميمة السختياني شك فيه إن كان سمعه من سعيد بن جبير أم لا، فهي رواية ضعيفة يريد أن يكفر ويلعن صحابيا بها!!!

والذي في المسند عن ابن عباس ـ وأصله في الصحاح والسنن ـ أنه كان ينصح معاوية فيسمع له معاوية فلأي معنى يكون اللعن هنا؟؟؟
وهاك الرواية من المسند :
((عن بن عباس أنه طاف مع معاوية بالبيت فجعل معاوية يستلم الأركان كلها فقال له ابن عباس لم تستلم هذين الركنين ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلمهما فقال معاوية ليس شيء من البيت مهجورا
فقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة فقال معاوية صدقت))
فمع هذا أي معنى للعن يا ترى؟؟
ولو سلمنا صدور اللعن هنا فهو معارض بما مدح به ابن عباس معاوية فيجمع بينهما بأن اللعن صادر ساعة غضب لا معنى له وليس بمقصود، سلمنا أنه مقصود فليس لعن ابن عباس بأولى من لعن النبي وقد مر بك ما قاله النبي عن لعنه أحدا من أمته، هذا كله على فرض أن فلانا المبهم في الرواية هو معاوية لكن الرواية ليس فيها تصريح بمعاوية فسقط الاستدلال بها نهائيا.

ثم احتج الطنجي برواية لبيك اللهم لبيك !!
وقد ساقها من طرق كلها تنتهي بخالد بن مخلد القطواني وهو شيعي وقيل بأنه غال في التشيع ـ انظر تهذيب التهذيب ـ ولم يخرج له البخاري شيئا يؤيد بدعته، فالقطواني هذا لا يؤمن في قضية معاوية ومع ذلك فقد اختلفوا عليه فروى حديثه هذا: علي بن مسلم وأحمد بن حازم وأحمد بن عثمان الأودي ثلاثتهم عنه ليس في طرقهم ذكر اللعن
وانفرد عنه علي بن سعيد النسوي وهو ثقة فذكر اللعن !! فظهر أن هذا مدرج في الخبر من كلام القطواني أو من دونه والله أعلم
وقد مرت الروايات المضادة لهذا الدالة على توقير ابن عباس لمعاوية وحسبك ما في الصحيح من شهادته له بالفقه والصحبة، ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.

أما قول الطنجي بأنه مقتد في سبه ولعنه لمعاوية بابن عباس لجاز للناصبي أن يقابله بالاقتداء بالعباس في طعنه في علي المروي في البخاري !!
إذن فهذا منطق من يقتدي في طعنه على علي بن أبي طالب بسب العباس له!
أفيجوز هذا؟؟؟
من هنا جاءت البدعة أيها الطنجي المغرور.