الصفحة الرئيسية » تراجم » الأستاذ المحقق الشيخ سعيد فودة

الأستاذ المحقق الشيخ سعيد فودة

الشيخ سعيد فودة حفظه الله

وهذه ترجمته بقلمه رداً على سؤال عن سيرته الذاتية

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أفضل الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد،
فإنني أشكر الإخوة الأفاضل على حسن ظنهم بالفقير، وأدعو الله تعالى أن أكون عند ذلك.
وأدعو الله أن يوفقنا وإياكم إلى ما فيه رضاه، وأن يقدرنا على خدمة دينه، كما يرضاه.
وأشرع بلا مقدمات في إجابة الأسئلة الموجهة إليَّ.

جواب السؤال الأول: موجز عن الفقير إلى الله تعالى
إني وإن كنت لا أحبُّ أن أتكلم عن نفسي، ولا أن أحدث الناس عمَّا حصل لي من تقدير الله في هذه الحياة الدنيا.
إلا أنني سأقوم ببيان بعض المعلومات المتعلقة بي إلى هذا الزمان، وسأهتم بما ينفع طلاب العلم ولا سيما أن اهتمامهم بالفقير من هذه الجهة، فلذلك ناسب التركيز عليها.

وقد كنت بدأت الكتابة عن بعض سيرتي العلمية إجابة عن هذا السؤال، ولما تنبهت بعد وقتٍ فإذا بي كتبت ما يزيد عن سبع صفحات على الكمبيوتر، ولما أذكر بعدُ الكثيرَ مما استحضرته في نفسي.
فقلت: إنني لو استمررت على هذا النسق فإن الأمر يطول، ولا يناسب ذلك الآن، وربما يهيء لنا الله تعالى وقتاً آخر، فإن الأمر يحصل الآن بأقل مما كتبت بكثير بإذن الله تعالى، ولئلا أبعث الملل في نفوس الإخوة الأفاضل.

أقول اختصارا:
بدأت الاهتمام بالعلم منذ صغري بتوفيق الله تعالى.
ودرست على الشيخ حسين الزهيري (رحمه الله تعالى) بعض الفقه على مذهب الشافعي، وقرأت أكثر القرآن عليه وأكملته على ابنه. واستفدت منه العديد من المسائل الفقهية والنحو، وأفادني جدا بتعريفي بأهل السنة والجماعة، وبمواقفه في ذلك.
ثم بعثني إلى شيخي وأستاذي الشيخ المقرئ العالم في القراءات الشيخ سعيد العنبتاوي رحمه الله تعالى، فحفظت عنده وأنا في المدرسة تحفة الأطفال، ثم الجزرية، وقرأت عليه القرآن وسمعته مرارا بقراءة تلامذته، ثم حفظت عنده حوالي ثلثي القرآن، ثم الخريدة البهية، وجوهرة التوحيد، ولم يقم بتدريس علم التوحيد لغيري آنذاك لما رآه من حرصي عليه واهتمامي به، وأحضر لي من مصر شرح الدردير على الخريدة، وطلب مني أن أقوم باختصارها مختصرا يفيد الطلاب لهذا العلم بحيث يكون موجزا، فقمت بذلك بفضل الله تعالى وعرضته عليه، وطلب مني أن أقوم بتدريسها لطلاب العلم. ودرست عليه أصول قراءة ورش حفظا من بعض المتون، وفرش الحروف، وقرأتُ عنده سورة الفاتحة والبقرة وأوائل آل عمران على ورش.
ثم ازداد اهتمامي جدا بعلم التوحيد وصرت أوجه معظم وقتي لتدريسه، وتدريس الأصول والنحو.

ولقيت من بعد ذلك الشيخ الفقيه شيخنا في الفقه والتصوف الشيخ أحمد الجمال، وله مواقف تشهد له عند الله تعالى لتثبيت مذهب أهل السنة ضد من انحرف عنها، في الأردن وفي غيرها، وقد درست عند حوالي ثلاثة أرباع كتاب الاختيار للموصلي على المذهب الحنفي. وما زال شيخَنا نحبه ويحبنا حتى الآن.
ومنهم شيخنا مفتي الديار الأردنية الشيخ نوح القضاة، حيث حضرت عنده بعض شرحه على المنهاج للنووي، وما تزال علاقتنا معه أكيدة وطيدة حتى الآن.
ولقينا منذ حوالي سبع سنوات الشيخ المحقق المدقق البارع العلامة إبراهيم خليفة بقية السلف من علماء أهل السنة البارع في علوم التفسير والأصول والمنطق والبلاغة والنحو، كل ذلك على طريقة المتقدمين، وما يزال شيخنا ومرجعنا إلى هذا اليوم، وهو الذي أمرَنا بالوقوف في وجه المبتدعة المنحرفين عن طريقة أهل السنة وقد انقلبوا على أعقابهم. وقد أجازني إجازة في مختلف العلوم كعلم التفسير ودقائقه وشرح الحديث، وعلم التوحيد وكتبه المشهورة، وعلم الأصول والمنطق والبلاغة، وغيرها من العلوم الراسخة، وقال إنه لم يجز أحدا قبلي مثلها، وأمرني في الإجازة بالوقوف ضد المبتدعة والمخالفين لأهل السنة. وأنا والله لم أرَ أحداً مثله في علمه وقوته وحزمه ووضوح رأيه في الدقائق من المسائل، وقد عرضت عليه كتبي وباحثني في بعض ما كتبت، وسرَّ منها كثيرا، وقد عرضت عليه بعض أجوبتي التي وجهها إلي بعض الإخوة في منتدى الأصلين قبل نشرها وقرأتها عليه لما كان في الأردن، وأجازها لي. وتعددت لقاءاتي معه لما كان في الأردن وباحثته في العديد من المسائل وكان يسألني امتحانا أحيانا في بعض دقائق المسائل، وأحيانا مباحثة، وكان يسرُّ كثيراً من أجوبتي . وأنا ما زلت أعتبره قدوتي في ذلك، وأعلي من شأنه وأعرف له قدره.

وقد درست أولا الهندسة الكهربائية في جامعة العلوم والتكنولوجيافي الأردن، تخصص الاتصالات والإلكترونيات، وأكمل الآن الدراسة في الجامعة الأردنية درجة الماجستير في كلية الشريعة -العقيدة ، للحصول على الشهادة الرسمية المعتمدة في هذا العصر، فقد صارت هي المعتمدة في العديد من المجالات، وذلك لتسهيل العمل في نشر مذهب أهل السنة مستقبلا بإذن الله تعالى.
كما أجيد اللغة الإنجليزية واللغة الإيطالية.

وقد التقيت العديد من المشايخ الذين ما زالت العلاقة الوطيدة تجمعني بهم: ومنهم الشيخ عبد الهادي الخرسا والشيخ أديب الكلاس في سوريا، والشيخ عبد القادر العاني (من العراق)أحد تلامذة الشيخ عبد الكريم المدرس شيخ مشايخ العراق، والشيخ العلامة مفتي الديار المصرية شيخنا الشيخ علي جمعة، والشيخ عبد الباعث الكتاني، وقد أجاز بعض تلامذتي، وما زالت علاقتنا وطيدة ومحبتنا أكيدة له. ومنهم الدكتور الفاضل عمر كامل ، والتقينا بالشيخ الفاضل محمد صالح الغرسي من تركيا، وراسلني بعض المشايخ منهم الشيخ العلامة وهبي الغاوجي وأثنى عليَّ وعلى كتبي وطلب مني أن أكتب بعض الكتب دفاعا عن مذهب أهل السنة ورداً لبعض من تهجم على الإمام الرازي راداً ومُلَبِّسا، وتربطنا العلاقة الأكيدة والمحبة الوثيقة منذ سنوات بالمشايخ الفضلاء كالحبيب عمر والحبيب علي وغيرهما من المشايخ والعلماء في اليمن وغيرها في العديد من البلاد.
ولا يتسع المجال لذكرهم جميعا.ونحتفظ لجميعهم بقدرهم ومكانتهم.
وقد قمت -بفضل الله تعالى- بتدريس العديد من طلاب العلم من الأردن ومن غيرها، والعديد منهم يقوم منذ زمان -بتوفيق الله تعالى- بالتعليم وخدمة أهل السنة بالتأليف والتدريس،
وقمت بتدريس العديد من الكتب في علم التوحيد والأصول والمنطق والنحو وغيرها.
وناظرت العديد من المخالفين من المجسمة والشيوعيين والعلمانيين، وبعض هذه المناظرات مسجلة موجودة عندي.
وقمت بإلقاء بعض المحاضرات والاشتراك في المؤتمرات والندوات في بعض البلدان كمصر وسوريا وماليزيا وهولندا ، فضلا عن الأردن.
وقمت بتأليف العديد من الكتب دفاعا لمذهب أهل السنة، وشرحا وتوضيحا، ورداً: منها الكاشف الصغير، والتعليقات على الإخميمي، وتهذيب شرح السنوسية، وتدعيم المنطق، وشرح صغرى الصغرى، ونقض التدمرية، وشرح السلم المنورق، ….وغيرها ، وكل هذه الكتب مطبوع بحمد الله تعالى وتوفيقه.
وأما الكتب التي لم تطبع بعد فمنها: الشرح الكبير على العقيدة الطحاوية، والرد على ابن رشد الحفيد الفيلسوف في كتابه مناهج الأدلةوغيره، وكتاب المسائل في علم التوحيد، وكتاب البداية في أصول الفقه، وخلاصة تهافت الفلاسفة للإمام الغزالي، وكتاب شرح الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي، وكتاب في شرح المقدمات الأربع لصدر الشريعة، وكتاب في التعليق على المحاكمات للملا عبد الرحمن الجامي وحاشية اللاري عليه، وتعليقات عديدة على شرح الطوالع للأصفهاني على المنهاج، وتعليقات على المنهاج الأصولي للبيضاوي، وعلى تهذيب المنطق والكلام للسعد التفتازاني، وكتاب شرح المقدمات للسنوسي، وتعليقات ونقود عديدة على بداية الحكمة ونهاية الحكمة للطباطبائي الفيلسوف الشيعي، وتعليقات على شرح هداية الحكمة ، وتعليقات نقدية على هياكل النور للسهروردي المقتول، وحاشية على شرح الورقات للجويني. وشرح أصولي مختصر موجز على الأربعين النووية والأربعين الغمارية، واختصرت العديد من الكتب لأهل السنة وشرحتها ككتاب المعالم في أصول الدين للرازي..والعديد غيرها

وقمت بتأليف العديد من الرسائل والردود: منها رد على كتاب سفر الحوالي المشؤوم، وبعض كتب ومقالات لعلي الحلبي، وبعض الردود على رسائل لابن تيمية منها رسالة في التسلسل النوعي في شرحه لحديث عمران بن حصين، وبعض رسائل تتعلق ببحوث في وحدة الوجود وموقف الأشاعرة منها، ومنها رسالة في التعلقات لصافت الله تعالى، ورسالة في شرح رسالة ابن كمال باشا في الخلاف بين الأشاعرة والماتريدية، وردودا عديدة على بعض الكتب والأفكار الحديثة منها ردود على نصر حامد أبو زيد، وبعض ردود على النصارى، وعلى بعض أفكار الفلاسفة كهيجل وكانت والمادية الديالكتيكية الماركسية.
وقد قمت بإحصاء الكتب والرسائل التي ألفتها قبل حوالي ثلاث سنوات فكانت بتوفيق الله تعالى حوالي الثمانين.
وما زلنا ندرس حتى الآن العديد من الطلاب كتب الأصول والتوحيد وعلوم الآلة، وهدفنا وغايتنا الكبيرة هي خدمة كتاب الله تعالى بما يقدرنا عليه الله.
وأرجو أن يكون ما ذكرته هنا كافيا لمن يريد أن يعرف عنَّا بعض المعلومات.
ونحن لا نتوانى بإذن الله تعالى في مخالفة من يعارض أهل السنة كائنا من كان، ولا نتأخر بإذن الله تعالى في الرد على المخالفين من المجسمة والشيعة والفلاسفة ، كما لا نتوانى عن معاضدة ومناصرة القائمين على إعلاء شأن أهل الحق،
وندعو إلى الله تعالى عن طريق العلم، ونتخذ من التعلم والتعليم طريقا للإرشاد والتربية.
ونعتقد أن مذهب أهل السنة ذو ثلاثة أطراف أساسية: الأول والأهم علم التوحيد، ويمثله علماء الأشاعرة والماتريدية، ثم علم الفقه ويمثله علماء المذاهب الأربعة المعتبرة عند أهل الحق: المذهب الحنفي، والمذهب المالكي، والمذهب الشافعي، والمذهب الحنبلي، والتصوف ويمثله علماء الصوفية المقتدى بهم كالإمام الجنيد والقشيري ونحوهما ممن مشى على الطريقة المعتبرة. والتصوفُ عملٌ بعِلمِ التوحيد والفقه ، وعلمٌ بما يجده العامل بهذا العلم… ولا يَنْتُجُ بالتصوف عقيدةٌ خاصة مخالفة ولا مقابلة لما وضحه علماء أهل السنة من الأشاعرة والماتريدية. والتصوف يزيد من كمالات الإنسان العامل به بلا ريب ولا شك.
ويتكامل بناء الإنسان بعلمه بما يحتاج إليه من هذه العلوم والعمل بها، كل على قدر أهليته، وبحسب ما يفتح الله تعالى له، وبحسب ما خلقه الله تعالى له. وهذه العلوم لا تعارض بينها، ولكن تعاضد وتكامل، ولا يستغنى بواحد منها عن غيره، ولكن كل منها له موقعه وموضعه.
وأرجو أن تكون هذه الكلمات كافية.

والله هو الموفق وإليه المآب.