الصفحة الرئيسية » كتب للقراءة والتحميل » أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم » الأشاعرة والماتريدية هم غالب الأمة / أكابر مفسرى الأمة من الأشاعرة والماتريدية

الأشاعرة والماتريدية هم غالب الأمة / أكابر مفسرى الأمة من الأشاعرة والماتريدية

الأشاعرة والماتريدية هم غالب الأمة

علماء الأمة هم نجوم السماء، يهتدي بهم من أطبقت عليه ظلمات الحيرة والتبست عليه معالم الطرق، فإذا رأى أمامه أكابر الذين شهدت لهم الأمة بالفضل وتلقاهم الخاصة والعامة بالقبول علم حينئذ أن هذا المنهج والطريق الذي سلكه هؤلاء منهج هدى وصراط مستقيم.

ومذهب الأشاعرة ومن وافقهم من أهل السنة هو المذهب الذي عليه سواد الأمة وأكابر أهل الفضل فيها كما نقلنا من أقوال علماء المسلمين، وما ذاك إلا لأنه الامتداد الطبيعي لما كان عليه الصحابة والتابعون وتابعوهم، فلم يبق علم من العلوم لم يكن لهم الريادة فيه، ولا تركوا باباً للمعرفة لم يلجوه، فكان لهم في كل علم من علوم الشريعة وغيرها القدح المعلى والجبين الأجلى.

* * * * *

أكابر مفسرى الأمة من الأشاعرة والماتريدية

ومن هذه العلوم التي كان لأهل السنة فضل التقدم والتبريز فيها علم تفسير كتاب الله تعالى والعلوم المتعلقة به كالقراءات والغريب والمشكل ونحوها، وإلمامة عجلى بثلة من أعلام هذا الباب تقفك على هذه الحقيقة.

· الإمام الفذ المفسر والمحدث العلامة القرطبي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير الجامع لأحكام القرآن، وقد سارت بتفسيره العظيم الشأن الركبان، حكى في تفسيره مذاهب السلف كلها، قال عنه الداوودي في الطبقات ” هو من أجل التفاسير وأعظمها نفعاً “.

· الإمام الحافظ المفسر أبو الفداء إسماعيل بن كثير رحمه الله تعالى، صاحب التفسير العظيم والبداية والنهاية وغيرها، فقد نُـقِـلَ عنه أنه صَـرَّحَ بأنه أشعري كما في الدرر الكامنة 1/58، والدارس في تاريخ المدارس للنعيمي 2/89، أضف إلى ذلك أنه ولي مشيخة دار الحديث الأشرفية التي كان شرط واقفها أن لا يلي مشيختها إلا أشعري، وزدْ عليه ما في تفسيره من التنزيه والتقديس والتشديد على من يقول بظواهر المتشابه كما مـرَّ من قوله عند تفسيره لقوله تعالى من سـورة الأعراف ( ثمّ استوي على العرش ) (تفسيره 2/220) إلى غير ذلك من الأمثلة الظاهرة الجلية في كونه من أهل السنة الأشاعـرة.

· الإمام المفسر الكبير قدوة المفسرين ابن عطية الأندلسي رحمه الله تعالى صاحب تفسير المحرر الوجيز، ألّف كتابه في التفسير فأحسن فيه وأبدع، كان رحمه الله من أفاضل أهل السنة والجماعة ومن أكابر أهل الفضل، قال أبو حيان الأندلسي فيه (في مقدمة البحر المحيط): ” هو أجلّ من صنف في علم التفسير وأفضل من تعرض للتنقيح فيه والتحرير ”

· الإمام أبو حيان الأندلسي رحمه الله تعالى صاحب البحر المحيط والنهر الماد من البحر، الحجة الثبت اللغوي، وهو غني عن التعريف به والتنويه بذكره.

· الإمام المقدم فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى صاحب تفسير مفاتيح الغيب، المفسر، المتكلم، إمام وقته، وفريد عصره، كان شجاً في حلوق المبتدعة، وسيفاً مصلتاً على أهل الزيغ والإلحاد.

· الإمام المفسر الحافظ البغوي محي السنة رحمه الله تعالى صاحب كتاب شرح السنة، وتفسيـره مملوء بما يدل على اعتقاد أهل السنة، وزاخر بالتأويل السني لنصوص المتشابه.

· الإمام المفسر أبو الليث السمرقندي رحمه الله تعالى، صاحب تفسير بحر العلوم، وكتاب تنبيه الغافلين وبستان العارفين، وقد اشتهر بلقب إمام الهدى.

· الإمام المفسر الواحدي أبو الحسن على النيسابوري أستاذ عصره في النحو والتفسير، كان سنياً أشعرياً من أهل السنة والجماعة، صاحب المؤلفات النافعة والإشارات الرائعة، وله كتاب أسباب النزول، وهو من أشهر الكتب في بابه.

· الإمام المفسر أبو الثناء شهاب الدين الآلوسي الحسيني الحسني رحمه الله تعالى، خاتمة المفسريـن ونخبة المحدثيـن كما وصفه الشيـخ بهجة البيطار وقال عنه أيضاً (حلية البشر 3 / 1450): ” كـان رضي الله عنه أحد أفراد الدنيا يقول الحق ولا يحيد عن الصدق، متمسكاً بالسنن، متجنباً للفتن.

· الإمام المفسر السمين الحلبي رحمه الله تعالى صاحب تفسير الدر المصون.

· الإمام الحافظ المفسر جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى صاحب الدر المنثور في التفسير بالمأثور.

· الإمام الخطيب الشربينى رحمه الله تعالى صاحب تفسير السراج المنير.

وغير هؤلاء ممن لو أطلنا النفس بذكرهم لخرجنا عن المقصود، كلهم كانوا من أهل السنة الأشاعرة والماتريدية.

تنبيه

اقتصرنا على ذكر من جاء بعد زمن الإمام الأشعري وسار على هديه، ولم نذكر في مقدمة المفسرين شيخهم وإمامهم في هذا العلم، نعني الحافظ المفسر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى، وكان معاصراً للإمام الأشعري وتوفي قبله، فلا يبعد أن يكون وقف على شيء من تصانيف الإمام أبي الحسن على كثرتها واستفاد منها، لا سيما وهما في بلد واحد، ومن أنعم النظر في تفسير الإمام الطبري لا يستبعد ذلك، فقد صحَّ عنه رحمه الله تعالى بعض التأويل لبعض آيات المتشابه، ونقل بعض تأويلات السلف من الصحابة والتابعين مؤيداً لها كما مرَّ في مبحث تأويلات السلف، بل نزيد ونقول إنه لا يبعد أن يكون انتسب إليه فيما لم يصلنا من كتبه، فقد ذكرت كتب التاريخ أنه قد انتهض لنصرة طريقة الإمام أبي الحسن والإمام أبي منصور جميع أهل السنة في العالم الإسلامي.

ولو افترضنا أن الإمام الطبري لم ينتسب إلى الإمام أبي الحسن، فإنه يكفينا أن يكون موافقاً له في الاعتقاد بتنزيه الباري سبحانه وتقديسه، وهذا القدر كافٍ في عدِّ الإمام الطبري ضمن من ذكرنا من المفسرين، بل هو على رأسهم، إذ المقصود اعتقاد معتقد أهل السنة والجماعة سواء انتسب إلى الأشعري أم لم ينتسب.

* ومن المفسرين المتأخرين والمعاصرين:

· الأستاذ الداعية سيد قطب رحمه الله تعالى صاحب الكتاب العظيم ” في ظلال القرآن “.

· الشيخ العلامة الطاهر بن عاشور صاحب التفسير العظيم ” التحرير والتنوير “.

· الأستاذ الداعية الشيخ سعيد حوى رحمه الله تعالى صاحب كتاب ” الأساس في التفسير”.

· الشيخ العلامة محمد متولي الشعراوي رحمه الله تعالى الذي ارتبط اسمه بالقرآن حتى إذا ما ذكر القرآن ذكر الشيخ، وإذا ذكر الشيخ ذكر القرآن.

· والشيخ الدكتور وهبة الزحيلي حفظه الله تعالى ورعاه صاحب التفسير المنير والفقه الإسلامي وغيرها من الكتب النافعة.

* * * * *