الصفحة الرئيسية » كتب للقراءة والتحميل » أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم » تقاريظ العلماء

تقاريظ العلماء

تقريظ الشيخ الأستاذ

الدكتور محمد فوزي فيض الله

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فقد نشرت صحيفة كويتية قبل فترة، مقالاً لأستاذ جامعي، ذكر فيه أن الأشاعرة والماتريدية والمعتزلة والقدرية والصوفية والجهمية…أنها كلها من الفرق الضالة، وهذا يعني أن متبعيها من الضالين؛ وهذا كلام خطير جداً لأن معناه أن محصل المسلمين وجماعتهم على غير هدى من الله، ولم يحدد لنا أهل الهدى والصراط المستقيم؛ وهذا يشكك المسلمين في دينهم فلا يدرون أنهم من أهل الضلال أو من أهل الهدى!!

فهل يستطيع الكاتب أن يبين لنا من حفظ من العلماء هذا الدين وعقيدته ولغته وتاريخه من وقت ظهوره إلى يومنا هذا، وهل كانوا من أهل الضلال أم كانوا من أهل الهدى والرشاد؟

إن أهل السنة والجماعة يبلغون تسعة أعشار المسلمين وهم السواد الأعظم،فإذا حكمنا عليهم بالضلال فبماذا نحكم على سائر المسلمين!

وبماذا يصف الكاتب أمثال الإمام الجويني والإسفراييني والرازي والطبري والغزالي وأبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد بن حنبل وابن جرير وابن عبد البر والذهبي والبخاري ومسلم والأوزاعي والدارقطني والخطيب البغدادي وابن حجر والسيوطي والعيني والسخاوي والمناوي وسيبويه والأخفش والزجاج والمبرد والفارابي والكسائي والأصمعي وابن هشام والكلاباذي وغيرهم من الأئمة في العقيدة وأصولها وأصول الفقه والتاريخ والأدب، ممن عدهم العلماء والمؤرخون في تاريخ الإسلام واللغة العربية ووسموهم لأنهم من أهل السنة والجماعة؛ فهل يصف الكاتب هؤلاء الأعلام بأنهم من أهل الضلال والفرق الضالة؟

وقد أطبقت الأمة ممثلة في علمائها في مختلف العلوم على أنهم كانوا من أهل السنة والجماعة من الأشاعرة والماتريدية.

وفي العصر الحديث رأينا من الأعلام في مصر والشام من يفخرون بنسبتهم إلى أهل السنة والجماعة أمثال شيوخ الأزهر: الباجوري والشرقاوي والمراغي وشلتوت وعلي الخفيف وعمداء الكليات كالشافعي الظواهري والسبكي والديناري وبدر المتولي والسايس، وكذلك مصطفى الزرقا ومعروف الدواليبي ومصطفى السباعي والسلقيني وسراج الدين.

وقد أدركت خلال النصف من القرن الماضي “القرن المتمم للعشرين” أكثر أهل العلم ممن يدعو الله تعالى بأن يميته على مذهب أهل السنة والجماعة، فيقول بعد الحمدلة والتصلية على النبي صلى الله عليه وسلم- ما نصه بهذا اللفظ: “اللهم بفضلك العميم عمنا، واكفنا اللهم شر ما أهمنا وأغمنا، وعلى الإيمان الكامل والسنة والجماعة توفنا نلقاك وأنت راض عنا”

فكانت أمنيتهم فراق الدنيا وهم على مذهب أهل السنة والجماعة، الذين عناهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله: “لا تجتمع أمتي على ضلالة” في الحديث المتواتر معنىّ؛ والمتواتر في المعنى كالمتواتر في اللفظ، في قطعية دلالته.

فلعله اشتبه على كاتب المقال ما رآه في كتب الإمام الأشعري من مطاعن ودسات رخيصة كما نقل المؤلفان الشيخان “حمد السنان وفوزي العنجري” عن الإمام الكوثري في ص18 أنه دخل التحريف والنقص والزيادة على “الإبانة” وهي أشهر كتبه.

هدانا الله وإياه إلى اتباع الحق وأهله أصحاب الفرقة الناجية بنص الحديث السابق.

وصلى الله على صفوة خلقه سيدنا ونبينا محمد وآله وصحبه وسلم

الجمعة 9 من شوال 1426هـ

11/11/2005م

الشيخ أ.د. محمد فوزي فيض الله

تقريظ الشيخ الأستاذ

الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الذي أرسل رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:

فإن الإمام أبا الحسن علياً بن إسماعيل الأشعري (260-330هـ) واحد من عيون رجال السلف، ومن أبرزهم علماً واستقامةً على نهج كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

فمن تجاهل هذه الحقيقة فقد خاصم التاريخ وتعامى عن الواقع المرئيِّ لكل ذي عينين.

وإن الإمام الأشعري لم يبتدع رأياً، ولم ينشئ مذهباً، وإنما كان مقرراً لمذهب السلف، مناضلاً عن الحق الذي ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه أصحابه، شهد له بذلك كل أئمة التفسير والحديث والفقه الذي كانوا في عصره.

فمن ركب رأسه في إنكار هذا الذي شهد له به أئمة السلف، فهو مفتئتٌ على السلف، كاذب في دعوى اقتدائه بهم ومحبته لهم. وإن أتباعه الذين جاؤوا من بعده، لم يكونوا في سيرهم على نهجه إلا كأتباعه الذين اتبعوه وأحدقوا به في عصره، فمن سفههم أو انتقصهم أو نسبهم إلى ابتداع، فقد رمى بذلك الأئمة الذين هم لباب السلف وخيرتهم في عصره، والذين كانوا السواد الأعظم والأمناء على كتاب الله وسنة رسوله.

وقد سألت واحداً من هؤلاء الذي يبدِّعون أتباع الإمام الأشعري ويسفهونهم، ويلقون الكلام في ذلك على عواهنه: ما الذي تنقمه منهم؟ وما البدعة التي ابتدعوها ففسقتهم؟

فقال لي: تعطيلهم القرآن بالتأويل الذي ابتدعوه… قلت له: ما من كلمة أوَّلُوها إلا وفي أئمة السلف من أوَّلها، إذ كان السبيل إلى فهمها اجتهاداً يتسع لأكثر من فهم واحد.

ألا تعلم أن في السلف من أوَّل كلمة “استوى” في مثل قوله تعالى:

(ثم استوى إلى السماء وهى دخان )

ومن أول كلمة “الوجه” في قوله تعالى:

( ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام )

وأول “الضحك” في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ضحك ربكما الليلة من فعالكما”.([1]).

وأوّل الفراغ فى قوله تعالى : ( سنفرغ لكم أيها الثقلان )

وهل في هؤلاء الذين يعتزون بنسبتهم وَحْدَهُم إلى السلف من لم يؤول كلمة “يحبهم” في قوله تعالى: ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه )

ومن لم يؤول “المعية” في قوله تعالى : ( وهو معكم أينما كنتم )

ومن لم يؤول “القرب” في قوله تعالى: ( ونحن أقرب إليه من حبل الوريد )

فلماذا تبررون لأنفسكم هذا الذي لا تبررونه لمن هم ليسوا أقل منكم علماً، بل إنكم لتعلمون أنهم القدوة الصالحة لهذه الأمة؟!..

لماذا يكون تأويل الأشاعرة لما بَرْهَن الدليل الاجتهادي على صحة تأويله تعطيلاً وابتداعاً، ويكون تأويلكم لما قد لا نؤيدكم فيه سلفية صافية ملتزمة لا تعطيل فيها ولا تأويل؟!

كنا نقول بالأمس: قاتل الله الجهالة، كم تحجب العقل عن الحق، ولكنا نقول اليوم: قاتل الله العصبية العمياء، كم تحجب العين المبصرة عن رؤية الشمس صافيةً لألاءةً في كبد السماء!..

على كلٍّ، إني أشكر لهذين الأخوين جهودهما في إبراز البدهيات والتدليل عليها، وإنها لجهود شاقَّة تقتضي مع الشكر عليها الإعجاب بها، ألم يقولوا من قبل: مِن أشكل المشكلات إيضاح الواضحات؟! فلقد استطاعا أن يخترقا هذا الإشكال وأن يزيدا هذا الحقيقة الواضحة وضوحاً، وأن يضاعفا من بداهتها أمام سائر العقول والأبصار.

وإني لعلى يقين بأن الجهل لا يستطيع أن يقاوم هذه البداهة ويتغلب عليها… أما العصبية العمياء فإني لعلى يقين بأنها على استعداد لأن تكتسح في طريقها كلاًَ من الدنيا والآخرة، وأن لا تبقي أمامها إلا أطيافاً من الوهم، تتعامل معها وتدافع عنها.

إني بمقدار ما أشكر هذين الأخوين وأدعو الله لهما، أدعو لمن يقبعون في سجن هذه العصبية أن يكرمهم الله بانطلاقه آمنة وسريعة منه، قبل أن يفوت الأوان وَيَدْلَهِمَّ من حولهم الليل، ويختلط ظلام السجن الذي يتطوحون فيه بظلام العاقبة التي لا يجدي معها أي شيء.

الشيخ أ.د محمد سعيد رمضان البوطي

تقريظ الشيخ الأستاذ

الدكتور عجيل جاسم النشمي

بسم الله الرحمن الرحيم

ما من أمر يجتمع عليه المسلمون أهم من العقيدة، وما من أمر أشد فرقة لرابطتهم واتحادهم من اختلافهم في أمر العقيدة، هذه حقيقة شرعية تاريخية.

لقد قرأت هذا الكتاب فألفيته ذا قيمة علمية كبيرة من حيث توثيق الأقوال ونسبتها، وقوة الاستدلال، وحسن العرض لقضاياه والمناقشات الرائعة مع أدب وسمو عبارة، يزينه جمالاً مقصده في نصرة علماء الأمة، وتوحيد كلمتها في شأن العقيدة الصحيحة، في وقت هي أشد ما تكون إلى ذلك.

والكتاب وإن كان مؤلفاه الشيخان الفاضلان قد ادعيا جهد الجمع والإعداد إلا أن الناظر في جهدهما يجد علماً وفهماً وفقهاً بدا جلياً ليس في الجمع والإعداد فحسب، وإنما في فهم وتوجيه العبارات الفقهية، وسوق الأدلة منها، وترتيب نتائجها العلمية، ثم لم يخل الجهد من التعليق والاستنباط والاستنتاج، وهذا مما لا يحسنه كل أحد إلا علماء فقهاء دربوا على الصياغات الفقهية، وفهم مناهج الفقهاء ومذاهبهم، فجزاهما الله خيرا على هذا الصنيع.

والكتاب في مضمونه تجديد لمعلوم قديم مستقر عند أهل العلم لا يكادون يختلفون فيه، وهو عد الأشاعرة من السلف، أهل السنة والجماعة، كيف لا وعلماؤهم فقهاء الأمة وجمهرتهم.

وعقيدتهم- بلا ريب- عقيدة أهل السنة المنضبطة على الكتاب والسنة، ولا يخرجهم من ذلك دعواهم التأويل لآيات وأحاديث الصفات المتشابهات ما دام التأويل وفق ضوابط محددة، ومقاصد مقررة.

والتأويل ترجيح لا ينكر الخلاف فيه، ولذا لم يعب أحدهم على غيره، ولم يفسقه، أو يبدعه، لأن مبنى الاختلاف ههنا ترجيح مسلك على آخر، وكلاهما صحيح، وكلاهما مذهب أهل السنة.

والعناية بذلك وأدلته مبسوطة في الكتاب، وهي غايته ومبنى الموضوع ومحوره.

وأظن أن الكتاب قد حقق مقصوده من الناحية العلمية الفقهية العقدية، وتمكن مؤلفاه من إثبات مرادهم بنصوص موثقة مستندة إلى أدلة ناصعة محررة. فجزاهما الله خيرا.

كتبه

الشيخ أ.د عجيل جاسم النشمي

تقريظ الشيخ الأستاذ الدكتور على جمعة

مفتي الديار المصرية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي نور قلوب أحبابه بحسن الاعتقاد، فبصرهم بحقائق الإيمان به فكان عين الإسعاد، فعبدوه مخلصين له الدين فصاروا خير عباد. والصلاة والسلام على سيدنا محمد الهادي إلى سبيل الرشاد، وعلى آله وصحبه المتزودين بخير زاد.

أما بعد،

فقد أبان الله سبحانه وتعالى لخلقه من مكونات خزائن جوده وكرمه ما أبرز لهم به جميل صفاته وأسمائه فتعرفوا بها وعاشوا فيها متولهين به حباًّ وشوقاً، فصرف جميل الصفات البارزة تجلياتها في الكون أهل الله عن التفكير في ذاته سبحانه وتعالى، وانشغلوا بالتفكر في آلائه، فكانوا على قدم الاتباع للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في إرشاده لهم عندما قال: “تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في ذاته”. رواه البيهقي في (الشعب) والطبراني في الأوسط.

وسارت على هذا المنهج الأمة المحبة لله سبحانه وتعالى، سلفاً وخلفاً لم يحد عن ذلك إلا غافل أو هالك، وكان هذا المنهج منهجاً وسطاً بين من أساؤوا الظن بالله فتفكروا في ذاته، فوقعوا في التجسيم –والعياذ بالله- أو كادوا، وبين من أنكروا صفاته العلية سبحانه وتعالى. وهكذا كان السادة الأشاعرة رحمهم الله سلفاً وخلفاً على المنهج الوسط، والبصيرة التي أبصروا بها حقيقة الوقوف بالأدب في المعاملة مع الله سبحانه. وهذا ما جعل العلماء قاطبة يطلقون على السادة الأشاعرة أنهم أصحاب المذهب الحق، فكانوا أحق بها وأهلها. واستقر التدريس في كل معاهد العلم العريقة في الأمة الإسلامية مثل الأزهر الشريف، والزيتونة، والقيروان على تدريس مذهب السادة الأشاعرة اعترافاً من المحققين من علماء الأمة بأنه المذهب الحق. وإيمان العلماء هذا هو الذي دفع كثيراً منهم إلى الدفاع عن مذهب السادة الأشاعرة، فألَّف الحافظ ابن عساكر كتابه الماتع (تبيين كذب المفتري) في نصرة مذهبهم. وصنَّف العلامة أبو حامد المرزوقي- وهو الشيخ العربي التباني- كتاباً أسماه (براءة الأشعرين). فكانت نصرتهم هذه نصرة للحق وأهله، وقد توالت المصنفات من العلماء المحققين في بيان مذهب أهل الحق (الأشاعرة) والدفاع عنهم. ومن هذه المصنفات هذا المصنف المبارك الذي سار على هذا الدرب المبارك من نصرة أهل الحق ومذهبهم. فبارك الله فيه وفي مصنفيه ونفع بهما في الدارين. آمين.

كتبه

الشيخ أ.د على جمعه محمد (مفتي الديار المصرية)

27 رمضان 1425هـ الموافق 10/11/2004م

تقريظ الشيخ الأستاذ

الدكتور محمد عبد الغفار الشريف

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على سيد الخلق أجمعين، سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين، وصحبه الطيبين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد،

فقد عرض على َّ الأخ الكريم، فضيلة الشيخ حمد السنان- حفظه الله- مسودة الكتاب الذي أعدَّه هو وأخوه الشيخ فوزي العنجري- حفظه الله- بعنوان (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم).

فرأيت فيه:

1. غيرةً على دين الله من أن يتعدى عليه الجاهلون والمغرضون.

2. انتصاراً لعلماء الإسلام وحماة الدين من تهجم بعض من غُرِّرَ بهم من أبناء المسلمين عليهم.

3. عفة لسان ودعوة صادقة إلى توحيد صفوف المسلمين.

4. بياناً لعقيدة أهل السنة والجماعة حسب ما تلقاه العلماء الأثبات عبر أربعة عشر قرناً عن السلف الصالح.

لذا أنصح كل طالب علم بالإطلاع عليه، والعمل على نشره بين المسلمين للاستفادة منه.

والله يحفظ الإسلام والمسلمين من كيد أعدائه وجهل أبنائه.

وصلى الله وسلم على سيد الوجود سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

كتبه

الشيخ أ.د محمد عبد الغفار الشريف

تقريظ الشيخ الأستاذ

الدكتور وهبة الزحيلي

أخوي الكريمين الأستاذ حمد السنان والأستاذ فوزي العنجري أيدهما الله.

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

أشكر لكما رسالتكما الكريمة، وأقدر لكما تقديراً بالغاً هذا الجهد الطيب الذي بذل في جمع مقالات العلماء والأئمة الثقات حول الأشاعرة والإمامين أبي الحسن الأشعري وأبي منصور الماتريدي.

لقد أنصفتم الحقيقة، وأوضحتم وجه الحق وطريق السداد والصواب، وبيان تاريخ نشوء هذين المذهبين المتقاربين جداً، من غير خلاف جوهري، وقد شاع بين المسلمين قاطبة اتباع هذين الإمامين، لأن القرآن حمَّال أوجه، والنصوص الشرعية محتملة، ويستحيل على أهل المعرفة والعلم إنكار وجود المجاز في القرآن والسنة النبوية.

ومن أنواع المجاز النصوص المتشابهة، ولكن مع التزام النص وتفويض الشأن إلى الله عز وجل، فلا تعطيل كالجهمية، ولا تشبيه كالمجسمة، ولا مساس بجوهر الاعتقاد بالذات العلية والإيمان بالأسماء الحسنى والصفات العليا، في ضوء الآية الكريمة : ( ليس كمثله شئ وهو السميع البصير ) [الشورى: 11].

لكن ابتليت الأمة الإسلامية بفئة تسرعت في التخطئة، وبادرت إلى القول بالتضليل، دون تثبت ولا رويّة، مع أن أهل السنة والجماعة كلهم يفوضون إلى الله تعالى بيان المراد القطعي، ونحن مع جمهور السلف في التفويض، والتأويل اجتهاد، وسندنا فيه ما اتجه إليه جماعة من الصحابة، علماً بأنه لو كان هناك خطأ واضح أو مساس بالاعتقاد لأنكر الصحابة الكرام على من جنح إلى التأويل المقبول من غير مساس بمدلول النصوص الواردة ولا خروج عنها، فما أجدرنا وأحرى بفئة تكفير أو تضليل بقية المسلمين أن يتريثوا ويتئدوا، حتى لا يقعوا في الكفر.

هدانا الله وإياهم سواء السبيل

الشيخ أ.د وهبة الزحيلي

تقريظ الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم

مفتي دمشق ومدير معهد الفتح الإسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله القديم الذي لا أول لوجوده، الباقي الذي لا نهاية لبقائه، الفرد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد، المنفرد بالإيجاد والإعدام، المنزَّه عن صفات النقص، المتصف بصفات الكمال.

والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين، إمام المرسلين، وسيد ولد آدم أجمعين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الغرِّ الميامين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

وبعد،،

فقد أرسل إليَّ الأستاذان الجليلان حمد السنان وفوزي العنجري كتابهما (أهل السنة الأشاعرة شهادة علماء الأمة وأدلتهم) وطلبا مني -وهما يحسنان الظن بي- أن أبدي الرأي بعد الإطلاع على علمهما المبرور إن شاء الله تعالى، فنزلت عند رغبتهما- مستعينا بالله- فخرجت بنتائج لعل من أهمها أن المؤلفيْن حرصا على بيان الحقيقة دون تجريح أو تعريض بفرقة أو طائفة أو جماعة، غير ذامين ولا قادحين ولا منتقصين بل ملتزمين المنهج العلمي من حيث الشكل والمضمون، ينسبون الأقوال إلى أصحابها مع العزو والتوثيق، بلغة سليمة صحيحة بعيدة في تراكيبها عن الحشو والتعقيد، فجاء هذا الصنيع المشكور سِفراً ثميناً منضماً إلى سلسلة مباركة من أعمال مبرورة نذر أصحابها أنفسهم للدفاع عن الحق وأهله أهل السنة والجماعة الفرقة الناجية التي سلكت ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم، والتي استثناها عليه الصلاة والسلام من سائر الفرق التي افترقت عليها أمته، ولقد أجمع كثير من أهل العلم على أنها أهل السنة والجماعة من أشاعرة وماتريدية وسلف ومحدثين وفقهاء وأصوليين خلا مذهبهم من الأهواء والبدع، وقد أورد المؤلفان في ذلك قول صاحب (لوامع الأنوار البهية)، فقال: هم ثلاث فرق: الأثرية وإمامهم أحمد بن حنبل، والأشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي. رحمهم الله جميعاً ونفعنا بهم وبجميع العلماء العاملين المخلصين. وإني لجد شاكر للأستاذين الفاضلين ما بذلاه من جهد محمود في بيان عقيدة الأشاعرة وفضل إمامهم أبي الحسن الأشعري رحمه الله تعالى. سائلاً الله سبحانه أن يتقبل عملهم، وأن ينفع به، وأن يجعل هذه الأسطر التي أجراها على يدي خالصة لوجهه الكريم. إنه سبحانه خير سميع وخير مجيب. والحمد لله رب العالمين.

الشيخ الدكتور عبد الفتاح البزم (مفتي دمشق)

ومدير معهد الفتح الإسلامي بدمشق

تقريظ الشيخ الدكتور حسين عبد الله العلي

الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد المختار وعلى آله وأصحابه المصطفين الأخيار.

أما بعد،،

فهذا الكتاب النافع المبارك إن شاء الله تعالى كاشفٌ ومبيّنٌ لما كان عليه شيخ الإسلام وإمام الأئمة أبو الحسن الأشعري- رحمه الله تعالى- من العقيدة التي سلكها ودافع عنها وصفّاها من بين فرث التجسيم ودم التعطيل ألا وهي عقيدة السلف الصالح، وقد أظهر هذا الكتاب بحقٍ مزيداً من وضوح الرؤية في هذا الجانب؛ لما اشتمل عليه من الحجج الدامغة، والنقول المعتبرة، فهو إذاً سهم مرميّ يُضم إلى الكتب التي أُلّفت في الدفاع عن ساحة الإمام؛ إذ من المعلوم أن كبار علماء الأمة من محدثين ومتكلمين دافعوا عنه كابن عساكر في كتابه (تبيين كذب المفتري)، والبيهقي في التصريح في كتبه (الاعتقاد) وغيره، مبيناً فيها أن تأويل بعض الصفات جائز ومنقول عن سلف هذه الأمة، والمغرضون وأهل الأهواء يُلْغون في مقدار هذا الإمام، وينسبون إليه ما لم يقُلْه!

والكتاب الذي بين أيدينا شاهدُ حقٍّ على درء تلك الشبهة المنسوبة إليه، والذي حملهم على ذلك التعصب والهوى؛ ولو جئتهم بكل آية!

وقد شهد شاهد وهو إمام في مذهبهم وهو ابن الجوزي- رحمه الله تعالى- في كتابه (دفع شبه التشبيه): أن المجسمة من الحنابلة كابن حامد والفراء وأبي يععلى وابن الزاغوني لطخوا مذهب الإمام أحمد- رحمه الله تعالى- بما قالوه، وجلبوا له عاراً لا يمحى إلى يوم القيامة. أو بمعناه!

فجزى الله المؤلفيْن خيراً على غيرتهما على عقيدة السواد الأعظم من أهل الإسلام بجمعهما هذا الكتاب المبارك، ليكون تبصرة ومرشداً لمن أراد معرفة الحقيقة التي لا يصح غيرها.

هدانا الله إلى اتباع الحق واجتناب الباطل. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

الشيخ الدكتور حسين عبد الله العلي

الكويت- ضحى الأربعاء

17 من شعبان 1426هـ

الموافق 21/9/2005م

تقريظ الشيخ الداعية

على زين العابدين الجفري

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

وبعد،،

فقد أمسكت بهذا الكتاب عندما كنت في الطائرة متوجهاً من عمّان إلى أبو ظبي لإلقاء محاضرة (حي في قلوبنا r) ثم أعود في اليوم التالي إلى عمّان للمشاركة في مؤتمر دعاة المسلمين الصحفي الثاني حول موضوع الرسومات الكرتونية التي تجرأت على جناب سيدنا محمدr في إحدى الصحف الدنمركية وهو وقت ضجت فيه الأمة ولا تزال إلى حين كتابة هذه الأسطر.

فترددت في كتابة المقدمة التي طلبها مؤلفا الكتاب الشيخان الفاضلان حمد سنان وفوزي العنجري. وهو من باب حُسن ظنهم وإلا فلست أهلاً لذلك، والسبب في هذا التردد هو أن الأمة الآن تشهد اجتماعاً غير مسبوق منذ قرون، فجميع أتباع المذاهب على قلب واحد، واجتمع الحكام والشعوب في قضية واحدة، حتى التاجر والمستهلك اصطلحا على نصرة رسول اللهr.

وعنوان الكتاب يتعلق بقضية حدثت منذ قرنين فقط وما زالت محل نزاع بين مجاميع من المسلمين، وكل منهم يرى أنه هو أهل السنة!

فهل يا تُرى يكون هذا الوقت مناسباً لطرح هذا النزاع!

فلما سرحت نظري في الكتاب ولاحظت الأسلوب العلمي الرصين مع الأدب الراقي، وجدت أنه من المهم نشر مثل هذا البحث الذي يسعى نحو تصحيح وتوسيع.

أما التصحيح: فكل من قرأ هذا الكتاب سيتضح له بما لا يدع مجالاً للشك أن الأشاعرة هم غالبية علماء أهل السنة، وبالتالي هم غالبية الأمة، وليس كما يتم نشره الآن من أن الأشاعرة من الفِرق الأخرى أو من الفِرق الضالة.

أما التوسيع: فهو نتاج للتصحيح، على أن من يتضح له أن مفهوم أهل السنة غير محصور على مدرسة معينة لها صلة بأهل السنة، وإنما مفهوم السواد الأعظم من الأمة سوف يجد اتساعاً في دائرة أهل السنة ليتمكن من خلاله أن يستوعب التعامل مع الشريحة الأكبر من الأمة، وهي خطوة نحو التقريب بل نحو الوحدة الإسلامية.

لهذا سارعت في كتابة هذه الأسطر على عجل وفي سفر رغبة في التأكيد على هذين المفهومين وكذلك رغبة مشاركة الإخوان في هذا الخير والأجر.

وأسال الله أن يعظم النفع بهذا الكتاب، وأن يبارك في مؤلفيه، وأن يتقبل منهما، إنه هو ولي ذلك والقادر عليه.

وكتبه الأقل

الشيخ الداعية على زين العابدين الجعفري

([1]) انظر الأسماء والصفات للبيهقي، وانظر شرح أبي داود للخطابي عند شرحه لحديث: “ضحك ربكما الليلة من فعالكما”.