الإمام محمد زاهد الكوثري
الإمام محمد زاهد الكوثرى رحمه الله
الإمام الكوثري المولود سنة 1296هـ –والمتوفى سنة 1371هـ
للفقير إلى تعالى أحمد خيري
المولود سنة 1324هـ –المتوفى سنة 1387 هـ
هو محمد زاهد بن الحسن الحلمي المتوفى في دوزجه يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الآخر سنة 1345 عن مائة سنة، وكان انتقل إليها من قريته سنة 1303، وهو ابن علي الرضا المتوفى بموضع قرية الحاج حسن قبل بنائها وعقب وصولهم مهاجرين من القوقاس سنة 1280، وهو ابن نجم الدين خَضُوع المتوفى بالقوقاس في حدود سنة 1245، وهو ابن باي المتوفى بالقوقاس حوالي سنة 1220، وهو ابن قُنَيِّتْ المتوفى بالقوقاس في حدود سنة 1180، وهو ابن قانص المتوفى حوالي سنة 1140، وينحدر من أصل جركسي من فخذ يعرف جدهم باسم كوثر ومن هنا كانت النسبة ويرجح أن يكون بين قانص وكوثر نحو سبعة آباء.
ولد يوم الثلاثاء 27 أو 28 من شوال سنة (1296) ست وتسعين مع أذان الفجر في قرية الحاج حسن أفندي(1)
وتلقي مبادئ العلوم من شيوخ دُوزْجَه وغادرها سنة 1311 للآستانة ونزل عند وصوله في مدرسة دار الحديث التي بناها قاضي العسكر حسن أفندي المتوفى 1044 حيث كان ينزل عمه موسى الكاظم (2)
وطلب العلم في جامع الفاتح على الشيخ إبراهيم حقي الأييني إلى أن توفي سنة 1318 فتمم على الشيخ علي زين العابدين الألصوني المتوفى سنة 1336 إلى أن تخرج عليه سنة 1322، وكان الامتحان للعالمية في ذلك الوقت يجري مرة كل خمس سنوات وتصدر به إِرادة سلطانية، وكان امتحان المترجم سنة 1325 بلجنة رئيسها وكيل الدرس أحمد عاصم المتوفى سنة 1329- وأعضاؤها محمد أسعد الأخِسْخَوي الذي ولي مشيخة الإسلام فيما بعد ومصطفى بن عظم الداغَستاني المتوفى 1336 وإسماعيل زهدي الطوسيوي المتوفى 1327 (3) وله مشايخ غير هؤلاء ذكر أغلبهم وترجم لبعضهم في ثبته المسمى »التحرير الوجيز«.
ولما نال إجازته العلمية سنة 1325 اشتغل بالتدريس في جامع الفاتح إلى أوائل الحرب العظمى الماضية التي بدأت في سنة 1332 ولما كان ممن قاوموا التغيير الذي أراد يقوم به الاتحاديون القائمون بالحكومة العثمانية وقتئذ ذلك التغيير الذي أرادوا به القضاء على العلوم الدينية تحت ستار الإصلاح (4) فقد أصبح عرضة لاضطهادهم.
وتفصيل الأمر أن النظام القديم كان يقضى بأن الطلبة يختارون شيخاً يحضرون عليه العلوم جميعها من مبدئها إِلى غايتها لمدة خمس عشرة سنة فأراد أصحاب النظام الجديد إِدخال العلوم الحديثة الغربية وتخصيص المدرسين بأن كل منهم ما يختار له من العلوم لعدة فصول وجعلوا مدة الدراسة ثماني سنين وعقدوا لذلك مجمعا وكان شيخنا من أعضائه فرأى في ذلك قضاء على الدين لقصر مدة الدراسة وكثرة العلوم خصوصا وأن الطلبة أتراك والعلوم الدينية تستلزم دراسة اللغة العربية فما زال يحتال ويمكر حتى جعل مدة الدراسة اثنتي عشرة سنة غير البدء بسنتين تحضيريتين، وبعد ذلك ثلاث سنوات للتخصص فأصبحت المدة سبع عشرة سنة وذلك بمعاونة بعض الصلحاء من أعضاء اللجنة مما أثار حفيظة صنائع الاتحاديين من أعضاء اللجنة فسعوا في عزل شيخ الإسلام في ذلك العهد محمد أسعد بن النعمان الأخِسْخَوِى وتعيين خيري أفندي الأرْكُوبي الذي كان على بغضه للقديم وصرامته ذا ورع ودين إِلى حد ما فلم ينل الاتحاديون مشتهاهم وصدر قانون الإصلاح محققاً لرغبات المجمع وهادماً لشهوات المتطرفين فلما شمرت الحرب عن ساقها وكان شيخنا اختير له علوم البلاغة والوضع والعروض والتدريس في معاهد نظامية يومياً ما عدا يوم الجمعة، أشار عليه بعض أصدقائه من الاتحاديين بأن وجوده في الآستانة أثناء الحرب قد يجعله عرضة لبعض الاضطهاد: فقال: إنه يود القيام بافتتاح المعهد الفرعي الذي أنشأته الحكومة في قسطموني بوسط الأناضول فصدر الأمر بنقله حيث بقى هناك ثلاث سنوات استقال عقبها وعاد إِلى الآستانة.
ومما حدث له قبل ذهابه إِلى قسطموني أن الجامعة أرادت تعيين أحد أساتذتها لتدريس الفقه وتاريخه فتنافس في ذلك الأساتذة الاتحاديون فرأت الإدارة عقد امتحان وأخبره بالنبأ أحد زملائه فقدم طلب الدخول في الامتحان آخر يوم وأصبح فأدى الامتحان، وكان الأول في النجاح، ولكن الاتحاديين غاظهم الأمر، فقام أحد كبار نوابهم وكان زميلا للشيخ في التدريس بالفاتح واسمه فاضل عارف المتوفى سنة 1341 وطلب من وكيل (5) المعارف المدعو محمد شكري بك أن يوقف تبليغ موافقته للجامعة ففعل، فلما علم الشيخ بذلك زاره وقال له -والآخر يعجب من زيارة خصمه- علمت من الصحف نبأ تعييني ولما كنت زميلي في التدريس ومن ذوى الجاه الآن فلا بد أن ذلك كان بمساعدتك- واضطر عارف إلى مجاراة الشيخ وقبول شكره وتناسى معاكسته السالفة.
ولما رأى الاتحاديون أنه لا مناص من تعيين خصمهم اكتفوا بانتداب أحد الأساتذة لهذه الوظيفة ولم يعينوا فيها أحداً حتى لا يتعرضوا للنقد بتعيين أحد أعوانهم وتخطي الناجح الأول- وحتى يتفادوا تعيين عدوهم في وظيفة جديدة ذات مرتب حسن.
وعاد الشيخ من قسطموني إلى الآستانة، وفي طريقه غرق في أقتشه شهر وتفصيل ذلك في الفصل الثاني، وكان وصوله إلى الآستانة عقب الهدنة مباشرة فعين في دار الشفقة الإسلامية وهي مدرسة ليلية كبيرة تحت إشراف جمعية خاصة.
وساعده نجاحه في الامتحان السابق الذكر على أن يلي تدريس التخصص مع صغر سنه بالنسبة إلى زملائه في تدريس التخصص وذلك بعد نحو شهر من اشتغاله بدار الشفقة الإسلامية- واستمر في ذلك حتى انتخب عضواً في مجلس وكالة الدرس نائبًا عن معهد التخصص وبعد ذلك عين وكلا للدرس ورئيسًا للمجلس المذكور (6) إلى أن عزل واستمر بعد عزله عضواً بمجلس وكالة الدرس لأنه لما عين رئيسًا لم يعين بدله في العضوية فلما عزل عن الرياسة بقى في العضوية والتدريس إلى أن غادر الآستانة (7) قاصداً مصر على الباخرة العباسية من بواخر شركة البوستة الخديوية فوصل الإسكندرية يوم الأحد 13 من ربيع الآخر سنة 1341 الموافق 3 ديسمبر سنة 1922م ونزل بالقباري أياما ثم سافر إلى القاهرة ونزل بفندق دار السلام بالحي الحسيني أياما ثم انتقل إلى شبرا وسكن منزلا بجوار قسم شبرا أشهرًا ثم سكن بمصر الجديدة أشهر أيضاً ثم عاد إلى الإسكندرية ومنها رحل رحلته الأولى إلى الشام قبل انقضاء عام على يوم وصوله من الآستانة فسافر بالبحر من إسكندرية إلى بيروت ومنها بسكة الحديد إلى دمشق حيث مكث بها ما يزيد على سنة ثم عاد بالسكة الحديدية إلى مصر عن طريق فلسطين فنزل بحلوان ثم تحول إلى مدرسة محمد بك أبي الذهب المتوفى سنة 1189 وهي المعروفة بين العامة باسم تكية الأتراك. وتقع شمال جامع أبي الذهب الكائن في شمال الجامع الأزهر والمطل على ميدان الأزهر .
ثم رحل الرحلة الثانية إلى الشام سنة 1347 عن طريق فلسطين بسكة الحديد وأقام بدمشق حوالي سنة وعاد بنفس الطريق إلى مصر سنة 1348 (8) فنزل بفندق الكلوب المصري بالحي الحسيني فلما التحق بدار المحفوظات المصرية لتعريب الوثائق التركية بعد اختباره نقل سكنه إلى القلعة ليكون قريباً من عمله وهناك حضرت عائلته حيث رآها لأول مرة منذ مغادرته الآستانة، ثم انتقل بعائلته إلى شبرا فحلوان فشارع حسن الأكبر فشارع النزهة بالسكاكيني فشارع سوق العباسية بالمنزل رقم 17 فآخر شارع العباسية بالمنزل رقم 130 حيث زرته لأول مرة سنة 1356 ثم انتقل إلى رقم 60 من شارع العباسية في سنة 1357 وفي أوائل سنة 1358 انتقل إلى المنزل رقم 63 من شارع العباسية حيث بقى به عشر سنوات، وفي أواسط سنة 1368 انتقل إلى المنزل رقم 3 حارة الروم المتفرعة من شارع الملك وانتقل منه بعد أشهر يوم الاثنين 20 من شوال سنة 1368 إلى المنزل رقم 104 بشارع العباسية على يسار السالك من مصر إلى مصر الجديدة بجوار قسم الوايلي وبه توفي.
______________________
(1) هي قرية أنشأها والد المترجم فعرفت باسمه » حاج حسن قريسي « وتقع قبلي قضاء دوزجه بنحو ثلاثة أميال وشرق الآستانة بنحو خمس مراحل.
(2) هو موسى الكاظم الكوثري السيروزي المتوفى سنة 1353 في أطه بازار بالأناضول بين الآستانة ودوزجه عن حوالي تسعين سنة.
(3) انظر ص 36 من ثبت المترجم التحرير الوجيز ” وقد ولي كل من الآخرين مصطفى وإسماعيل رتبة قضاء العسكر وهي المعروفة بصدارة الرومللي التي هي أرقى الرتب العلمية ويعرف أصحابها بالصدور العظام ومنهم كان يختار شيخ الإسلام عادة فيما سلف من تلك الأيام.”
(4) والإصلاح دائما هو الدعوى التي لجأ إليها الملاحدة إِذا أرادوا محاربة الدين الذي يرونه مانعاً لهم من بلوغ مآربهم الفاسدة.
(5) أي الوزير وكانت تطلق عليه كلمة الوكيل وقتئذ باعتبار أن كل وزير نائب عن السلطان في وزارته فهو في حكم وكيله.
(6) انظر معنى وكيل الدرس وسبب عزل الأستاذ في الفصل الثاني.
(7) انظر سبب مغادرته الآستانة في الفصل الثاني.
(8) من أهم من لقيهم في الرحلة الأولى السيد أبو الخير الحنفي المتوفى سنة 1343 والمترجم بدمشق قبل عودته وهو السيد محمد أبو الخير بن أحمد المتوفى سنة 1317 ابن عبد الغني شقيق العلامة ابن عابدين المتوفى سنة 1252-
ولقي أيضاً السيد محمد بن جعفر الكتاني المالكي المتوفى سنة 1345- والشيخ محمد بن سعيد بن أحمد الفراء الحنفي المتوفى سنة 1345 وهو ابن بنت محمد علاء الدين عابدين المتوفى سنة 1306 –وعلاء الدين هذا هو الذي أكمل حاشية والده على الدر-. ولقي في رحلته الثانية محمد صالح الآمدي الحنفي المذكور في ص 16 من التحرير والوجيز – كما لقي في رحلته الأولى والثانية كلا من محمد توفيف الأيوبي الحنفي وكذا محدث الشام السيد بدر الدين الحسنى سمع منه ولم يستجزه.
وكان قد تزوج بعد اشتغاله بالتدريس وذلك قبيل الحرب العالمية الأولى بالسيدة الفاضلة التقية التي شاركته أفراحه وأتراحه وساكنته في هجرته وغربته وهي لا تشكو ولا تتذمر بل كانت مثال المؤمنة الصالحة التقية على الرغم مما نالها من بلاء يؤود الجبال وما نزل بها من أحزان تئط منها الجمال ولم بين على غيرها طول حياته، ورزق منها ولداً وثلاث بنات مات الولد وإحدى البنات بالآستانة قبل هجرته وماتت البنتان بمصر.
فأما الآنسة سنيحة فماتت أثناء إقامته الثانية بحلوان في 20 من شوال سنة 1353 بحمى التيفوئيد، وأما السيدة مليحة فقد تزوجت ثم طلقت لسبب صحي، وتوفيت ليلة الأحد 7 من رجب سنة 1367 وصلى عليها بالحرم الحسيني يوم الأحد ودفنت مع شقيقتها وكانت وفاتها نتيجة ضعف عام من تسلط مرض السكر على الرغم من صغر سنها وظلت تصلي إلى ظهر الجمعة ثم أحست بانهيار فأشهدت والدها أن عليها أداء الصلاة من عصر الجمعة فانظر إلى هذه المؤمنة التي تخرج من الدنيا وعليها صلاة يوم واحد بسبب وطأة المرض وشدة الاحتضار وقس هذه الحالة على كثير ممن يدعون الإسلام ويزعمون الانتساب إليه ثم لا يعرفون ما هي الصلاة.
وانظر قبل ذلك كله إلى ذلك الرجل الصالح الذي ربي أولاده تربية إسلامية صحيحة ثم احتسبهم عند الله صابراً راضياً واذكر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” ما من مسلم تدرك له ابنتان فيحسن إليهما ما صحبتاه إلا أدخلتاه الجنة” ( الجامع الصغير للسيوطي وحسنه)
وكان المترجم رضي الله عنه يشكو في سنواته الأخيرة تارة من السكر وتارة من الضغط وآونة من الأملاح وغيرها من أمراض الشيخوخة على أن ذلك لم يكن ليقعده عن التأليف ولقاء تلامذته وتعليمهم والرد على الأسئلة التي كانت تأتيه من المسلمين في مختلف البقاع وفي السنة الأخيرة من عمره شعر بضعف في بصره فأجريت له جراحة في إحدى عينيه ثم أصيب باحتباس البول ودخل مستشفى الجمعية الخيرية الإسلامية- بالأجر- وغادره في آخر ربيع الآخر ولما زرته لآخر مرة وأفطرت عنده يوم الجمعة 27 من رمضان كانت تبدو عليه آثار الضعف ولكنه كان سليم الحواس حديد الذاكرة وأملى علي بعض فوائد عن مكتبة طوبقبو بالآستانة التي غادرها منذ أكثر من ثلاثين سنة وفي شوال عاوده احتباس البول فدخل المستشفى الإيطالي وغادره بعد شفائه، وقد أكد لي الأخ الشيخ عبد الله عثمان أن المترجم ظل ممتعاً بحواسه إلى آخر لحظات حياته.
ولذا فإن من يزعم أنه كف قبيل موته يكذب على الله ويكذب على الأحياء من عباد الله، وفي يوم السبت السابق على وفاته شعر بأعراض الحمى فأحضر له الشيخ عبد الله عثمان وكان يلازمه في المدة الأخيرة- طبيباً قرر بعد فحصه أنه مصاب » بالأنفلونزا « وأمر له بدواء، وفي ليلة الأحد اشتدت الحرارة وزاد الضعف، وبعد ظهر يوم الأحد المذكور رأى الشيخ عبد الله أن الحالة تستدعي حضور بعض الإخوان لمعاونته على ما قد يحدث فنزل قبيل العصر ولما عاد في الساعة الخامسة إلا ثلثاً وجده انتقل إلى رحمة الله تعالى منذ خمس دقائق أي في الساعة الرابعة والدقيقة الخامسة والثلاثين من بعد ظهر يوم الأحد تاسع عشرة ذي القعدة سنة 1371 إحدى وسبعين ولم يحضره إلا زوجته التي أوصاها المترجم أن تقرأ الفاتحة عند خروج روحه وقد نفذت وصيته وصلي عليه قبل ظهر الاثنين 20 منه في الجامع الأزهر وأمّ الناس الشيخ عبد الجليل عيسى شيخ كلية اللغة العربية- كان- ودفن في قرافة الإمام الشافعي في حوش صديقه الشيخ إبراهيم سليم بشارع الرضوان وهو شارع يتفرع من الشارع الرئيسي الموصل إلى البساتين ويتجه شرقاً إلى الجبل فإذا دخل فيه السائر مستدبراً شارع البساتين مستقبلا جبل المقطم وجد الحوش عن يمينه، فإذا دخله وجد حوشاً صغيراً غير مسقوف ويواجه الداخل قبر مكتوب عليه الفاتحة لروحي سنيحة ومليحة بنتي الكوثري في 20 شوال سنة 1353هـ 7 رجب 1367هـ وإلى يمين الداخل دفن المترجم في قبر خاص لم تكن عليه كتابة يوم زرته بعد عصر الأربعاء 13 من ذي الحجة سنة 1371- وقد رأيت عند السيد حسام الدين القدسي لوحة من الرخام أعدت لتوضع على القبر مكتوب عليها ما يأتي:
الفاتحة لروح محمد الزاهد الكوثري وهو القائل
يا واقفًا بشفير اللحد معتبراً قد صار زائر أمس اليوم قد قبرا
فالموت حتم فلا تغفل وكن حذرا ًمن الفجاءة وادع للذي عبرا
فالزاهد الكوثري ثاو بمرقده مسترحمًا ضارعًا للعفو(1) منتظرا
توفي في 19 من ذى القعدة سنة 1371 عن 75 سنة.
وكان رضي الله عنه أملى علي هذا الشعر في 27 من رمضان سنة 1371 وقال إنه يود أن يكتب على قبره فأنه كان يؤذنني بأن هذا هو آخر لقاء بيننا في هذه الدنيا الفانية.
وقبره قريب من قبر أبي العباس الطوسي المتكلم المشهور رضوان الله عليهما.
هذا هو الرجل الذي فقده الإسلام وخسره الأحناف ورزئ فيه العلم وثكلته المروءة واستوحش لغيابه الزهد وشغر مكانه بمصر رضي الله عنه وأرضاه وأعلى في جنان الخلد منازله ومثواه.
______________________
(1) يلاحظ أنه أملى عليّ ( للصفح )بدلا من ( للعفو)
ملاحظة : كامل الترجمة فى آخر كتاب ( مقالات الكوثرى)