الزيارة النبوية السلفية
الزيارة النبوية السلفية
ومعلوم أن المقصود بالزيارة هو الزيارة الشرعية وهي التي بينت السنة النبوية آدابها وما ينبغي أن يفعله الزائر .
قال الشيخ ابن تيمية مبينا الفرق بين زيارة أهل التوحيد وزيارة أهل الشرك: (فزيارة أهل التوحيد لقبور المسلمين تتضمن السلام عليهم والدعاء لهم ، وهو مثل الصلاة على جنائزهم ، وزيارة أهل الشرك تتضمن أنهم يشبهون المخلوق بالخالق ، ينذرون له ويسجدون له ويدعونه ويحبونه مثل ما يحبون الخالق ، فيكونون قد جعلوه لله نداً وسووه برب العالمين ، وقد نهى الله أن يشرك به الملائكة والأنبياء وغيرهم ،فقال تعالى (آل عمران آيتي : 79،80) : } مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ {79} وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ الْمَلاَئِكَةَ وَالنِّبِيِّيْنَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ{. وقال تعالى (الإسراء آيتي : 56،57) : } قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً {56} أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً{. قالت طائفة من السلف : كان أقوام يدعون الأنبياء كالمسيح وعزير ويدعون الملائكة فأخبرهم تعالى أن هؤلاء عبيده يرجون رحمته ويخافون عذابه ويتقربون إليه بالأعمال . اهـ (الجواب الباهر في زوار المقابر لشيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية ص21) .
قلت : وهل زيارتنا لنبينا r إلا على هذا المنهج وبهذا الطريق السوي والصراط المستقيم ؟ .
فالله يشهد وملائكته وحملة عرشه وأهل السماوات والأرض أننا في زيارتنا لسيدنا ومولانا رسول الله r لا نعتقد إلا أنه r بشر يوحى إليه ، من خيار عبيد الله يرجو رحمة ربه ويخاف عذابه ويتقرب إليه بالأعمال ، بل هو أشد الناس حرصاً على ذلك ، فهو أتقانا لله وأخوفنا من الله وأعلمنا بالله وأعرفنا به ،لا نشبهه بالخالق ولا ننذر له ولا نسجد له ولا ندعوه ولا نجعله لله نداً ولا نسويه برب العالمين ، ونحبه كما أمر أكثر كم النفس والمال والولد .
] ] ]
الشيخ ابن القيم والزيارة النبوية
وقد ذكر الشيخ ابن القيم في قصيدته المعروفة بالنونية كيف تكون الزيارة وما هي الآداب المطلوبة فيها ، وكيف ينبغي أن يكون شعور الزائر وهو واقف أمام المواجهة الشريفة ، وما ذا ينبغي أن يحس به تجاه صاحب القبر وذكر في آخر تلك الأبيات أن الزيارة بهذا الإحساس والشعور وبتلك الكيفية هي من أفضل الأعمال فقال :
فإذا أتينا المسجد النبـوي صلــ ـينـا التحـيـة أولاً ثـنـتـان
بتمام أركان لها وخشوعهــــا وحضور قلب فعل ذي الإحسـان
ثم انثنينـا للزيـارة نقصد الــ ـقبر الشريف ولو على الأجفـان
فنقوم دون الـقبر وقفـة خاضع متذلـل في السر والإعــــلان
فكأنـه في الـقبر حي ناطــق فالواقفــون نواكـس الأذقــان
ملـكتهم تلك المهابة فاعتـرت تلك القــوائم كثرة الرجفــان
وتفجرت تلك العيـون بمائهـا ولطـالما غاضـت على الأزمــان
وأتى المسلـم بالسـلام بهيبـة ووقــار ذي علــم وذي إيمان
لم يرفع الأصوات حول ضريحـه كـلا ولم يسجـد على الأذقــان
كلا ولم ير طائفـاً بالقبر أســ ـبوعـاً كأن القبـر بيت ثـــان
ثم انثنـى بدعائـه متوجـهـاً للــه نحــو البـيت ذي الأركان
هذي زيارة من غدا متماسكـاً بشريعـة الإســلام والإيمـــان
من أفضل الأعمال هاتيك الزيا رة وهـي يـوم الحشر في الميــزان
(انظر النونية المشهورة لابن القيم) .
وتدبر قوله رحمه الله : (من أفضل الأعمال هاتيك الزيارة) فقد أعمى الله بصيرة بعض من القراء عن قراءتها فأنكرها .
القبر النبوي الشريف
إن بعض الناس أصلحهم الله وهداهم إلى الصراط المستقيم ينظر إلى القبر النبوي المكرم من الزاوية القبورية فقط ولهذا فإنه لا غرابة في كل ما يقع في ذهنه من تصورات فاسدة ولا غرابة في كل ما يقع في قلبه من ظنون سيئة بالمسلمين والزائرين للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والقاصدين إليه والداعين عند قبره فتراه يقول : لا تشد الرحال إلى قبره r ، ولا يجوز الدعاء عند قبره ، بل قد يصل به العنت إلى أن يقول : إن الدعاء عند قبره شرك أو كفر ، وإن استقبال القبر بدعة أو ضلال ، وإن إكثار الوقوف والتردد على القبر شرك أو بدعة أو أن من قال : إن القبر أفضل البقاع وبما فيها الكعبة فقد أشرك أو ضل . وهذا التكفير والتضليل هكذا بالكيل الجزاف دون تبصر أو تعقل مخالف لما عليه السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين .
ونحن حينما نتكلم عن القبر أو عن زيارة القبر أو عن تفضيل القبر أو شد الرحال إلى القبر أو دعاء الله وسؤاله أمام القبر فإن المقصود الذي لا يختلف فيه اثنان ولا ينتطح فيه عنزان إنما هو ساكن القبر وصاحباه،ألا وهو سيد المرسلين والآخرين وأفضل مخلوقات الله أجمعين النبي الأعظم والرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وما هي قيمة القبر بدونه بل ما هي قيمة المسجد بدونه بل ما هي قيمة المدينة المنورة بدونه بل ما هي قيمة المسلمين كلهم بدونه ، فإنهم لولاه ولولا رسالته والإيمان به ومحبته والإقرار بالشهادة التي لا تصح إلا به ما كانوا ولا قاموا ولا فازوا ولا نجوا .
ومن هنا فإن ابن عقيل الحنبلي لما سئل عن المفاضلة بين الحجرة والكعبة فقال : إن أردت مجرد الحجرة فالكعبة أفضل ، وإن أردت وهو r فيها فلا والله لا العرش وحملته ولا جنة عدن ولا الأفلاك الدائرة ، لأن بالحجرة جسداً لو وزن بالكونين لرجح . (كذا في بدائع الفوائد لابن القيم) .
هذا هو المقصود بالقبر وتفضيله وزيارته وشد الرحال إليه .
ومن هنـا أيضاً قال العلمـاء :إنه لا ينبغي أن يقـول : زرت الـقبر وإنما زرت النبي r ([1]) ، وهذا ما قرره العلماء في تفسير قول الإمام مالك رحمه الله : أكره للرجل أن يقول : زرنا قبر النبي r وذلك لأنه إنما يزور من يسمعه ويراه ويحس به ويعرفه ويرد عليه ، فالقضية ليست قضية قبر بل هي أكبر من ذلك وأجل وأرفع من أن ينظر إليها من الزاوية القبورية ، فإذا نظرنا إلى القبر فقط دون النظر إلى من فيه وجدنا الأرواح الطاهرة التي تحف به من كل جانب ووجدنا جسراً ملائكياً متصلاً ممتداً من الملأ الأعلى إلى قبر محمد r مواكب متصلة لا تنقطع أعدادها وأمدادها لا يحصيها إلا الحق جل جلاله .
روى الدارمي في سننه : حدثنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني خالد هو ابن يزيد عن سعيد هو ابن أبي هلال عن نبيه بن وهب : أن كعباً دخل على عائشة فذكروا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال كعب : ما من يوم يطلع إلا نزل سبعون ألفاً من الملائكة حتى يحفوا بقبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم يضربون بأجنحتهم ويصلون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة يزفونه . كذا في سنن الدارمي ج1 ص44) .
قلت : وروى هذا الأثر أيضاً الحافظ إسماعيل القاضي بسنده وهو جيد في المتابعات والشواهد والمناقب وفضائل الأعمال وإذا نظرنا ما حول القبر من الروضة التي هي قطعة من الجنة والمنبر الذي نال الشرف الأعلى بالحبيب r وسيكون يوم القيامة على حوضه العظيم وإلى الجذع الذي حن إليه حنين الثكلى وسيكون يوم القيامة في جنة الخلد وسط أشجارها ، وقد قيل : إنه دفن في موضعه بالمسجد فلا أظن أن عاقلاً حريصاً على الخير يتوقف عن الدعاء في هذه المواضع .
القبر النبوي – والدعاء
ذكر العلماء رضي الله عنهم : أنه يستحب لمن زار النبي صلى الله عليه وسلم أن يقف للدعاء فيسأل الله تعالى ما يشاء من الخير والفضل ولا يلزمه أن يتوجه إلى القبلة ولا يكون في وقوفه ذلك مبتدعاً أو ضالاً أو مشركاً ، وقد نص العلماء على هذا الأمر ، بل قد ذهب بعضهم إلى القول بالاستحباب .
والأصل في هذا الباب هو ما جاء عن الإمام مالك بن أنس لما ناظره أبو جعفر المنصور في المسجد النبوي ، فقال له مالك : يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد ، فإن الله تعالى أدب قوماً فقال : } لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ { الآية . وقد مدح قوماً فقال : } إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ { الآية . وذم قوماً فقال : } إِنَّ الَّذِينَ يُنَادُونَكَ { الآية . وإن حرمته ميتاً كحرمته حياً ، فاستكان لها أبو جعفر وقال : يا أبا عبد الله ! أستقبل القبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله r ؟ فقال : ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى الله تعالى يوم القيامة ؟ بل استقبله واستشفع به فيشفعه الله ، قال الله تعالى : } وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ { الآية .
وهذه القصة رواها القاضي عياض بسنده في كتابه المعروف بـ ((الشفا في التعريف بحقوق المصطفى))في باب من أبواب الزيارة ، وقد صرح كثير من العلماء بهذا .
قال الشيخ ابن تيمية : قال ابن وهب فيما يرويه عن مالك : إذا سلم على النبي r يقف ووجهه إلى القبر لا إلى القبلة ويدنو ويسلم ويدعو ولا يمس القبر بيده . اهـ (من اقتضاء الصراط المستقيم ص396) .
وصرح النووي رحمه الله في كتابه المعروف بالأذكار في أبواب الزيارة ، وكذلك في الإيضاح في باب الزيارة ، وكذلك في المجموع (ج8 ص272) .
قال الخفاجي شارح الشفا : قال السبكي : صرح أصحابنا بأنه يستحب أن يأتي القبر ويستقبله ويستدبر القبلة ثم يسلم على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم على الشيخين ثم يرجع إلى موقفه الأول ويقف فيدعو . اهـ شرح الشفا للخفاجي (ج3 ص398) .
] ] ]
رأي الشيخ ابن تيمية :
قال الشيخ ابن تيمية بعد نقل أقوال العلماء في هذا الموضوع :[فاتفقوا في استقبال القبلة وتنازعوا في تولية القبر ظهره وقت الدعاء ] .
هذه خلاصة ما يراه الشيخ ابن تيمية في هذا الموضوع وهو يدل دلالة واضحة على أن من وقف أمام القبر يدعو الله تعالى ويسأله من فضله كما شرع هو على أساس متين معتبر مؤيد بأقوال أئمة من السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين ، ولو تأمل المنصف العاقل قول الشيخ ابن تيمية [وتنازعوا في تولية القبر ظهره وقت الدعاء] لفهم منها ما يطمئن قلبه ويقر عينه ويبشره بأن هؤلاء الذين يقفون بعد السلام على الرسول r للدعاء عند قبره ما زالوا على التوحيد ، ومن أهل الإيمان ، ولأن هذه المسألة متنازع فيها بين السلف والكلام مختلف بينهم بين الاستحباب وغيره ، فهل يصل الحال إلى القول بالشرك والضلال ؟ سبحانك هذا بهتان عظيم .
] ] ]
تحليل كلام الشيخ ابن تيمية :
والمفهوم من كلام الشيخ ابن تيمية هو أن المنهي عنه حقيقة هو تحري الدعاء عند القبور أو قصد القبور للدعاء عندها ورجاء الإجابة بالدعاء هناك ، أو تستشعر أن الدعاء عند القبر أجوب من غيره ، أما أن يدعو الله تعالى في طريقه ويتفق أن يمر بالقبور فيدعو عندها أو أن يزور قبراً فيسلم على صاحبه ثم يدعو في مكانه ذلك فلا يلزمه أن يتحول إلى القبلة ولا يقال في حقه : إنه مشرك أو مبتدع. وإليك نصوص كلام الشيخ في هذا الموضوع . قال في اقتضاء الصراط المستقيم في صفحة 336 : فمما يدخل في هذا قصد القبور للدعاء عندها أو لها فإن الدعاء عند القبور وغيرها من الأماكن ينقسم إلى نوعين :
أحدهما : أن يحصل الدعاء في البقعة بحكم الاتفاق لا لقصد الدعاء فيها ،كمن يدعو الله تعالى في طريقه ويتفق أن يمر بالقبور أو من يزورها فيسلـم عليهـا ويسأل الله العافية له وللموتى كما جاءت به السنة فهذا ونحوه لا بأس به .
الثاني: أن يتحرى الدعاء عندها بحيث يستشعر أن الدعاء هناك أجوب منه في غيره ، فهذا النوع منهي عنه : إما نهي تحريم أو تنزيه وهو إلى التحريم أقرب والفرق بين البابين ظاهر ، ولو تحرى الدعاء عند صنم أو صليب أو كنيسة يرجو الإجابة بالدعاء في تلك البقعة لكان هذا من العظائم بل لو قصد بيتاً أو حانوتاً في السوق ، أو بعض عواميد الطرقات يدعو عندها يرجو الإجابة بالدعاء عندها لكان هذا من المنكرات المحرمة إذ ليس للدعاء عندها فضل ، فقصد القبور للدعاء عندها من هذا الباب بل هو أشد من بعضه لأن النبي r نهى عن اتخاذها مساجد وعن اتخاذها عيداً وعن الصلاة عندها بخلاف كثير من هذه المواضع ، ثم قال في صفحة 338 : إن قصد القبور للدعاء عندها ورجاء الإجابة بالدعاء هناك رجاء أكثر نم رجائها في غير ذلك الموطن أمر لم يشرعه الله ولا رسوله ولا فعله أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أئمة المسلمين ، ولا ذكره أحد من العلماء الصالحين المتقدمين ، ثم قال في صفحة 339 : ومن تأمل كتب الآثار وعرف حال السلف تيقن قطعاً أن القوم ما كانوا يستغيثون عند القبور ولا يتحرون الدعاء عندها أصلاً بل كانوا ينهون عن ذلك من يفعله من جهالهم كما ذكرنا بعضه . اهـ (من اقتضاء الصراط المستقيم ص339) .
] ] ]
رأي الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدعاء عند القبر
الدعاء عند القبر ليس بدعة ولا شركاً
سئل الشيخ محمد بن عبد الوهاب عن قولهم في الاستسقاء : (لا بأس بالتوسل بالصالحين) وقول أحمد: [يتوسل بالنبي r خاصة] مع قولهم: (إنه لا يستغاث بمخلوق) .
فقال : فالفرق ظاهر جداً وليس الكلام مما نحن فيه ، فكون بعض يرخص بالتوسل بالصالحين وبعضهم يخصه بالنبي r ، وأكثر العلماء ينهى عن ذلك ويكرهه، فهذه المسألة من مسائل الفقه وإن كان الصواب عندنا قول الجمهور : إنه مكروه ، فلا ننكر على من فعله ولا إنكار في مسائل الاجتهاد ، لكن إنكارنا على من دعا لمخلوق أعظم مما يدعو الله تعالى ويقصد القبر يتضرع عند ضريح الشيخ عبد القادر أو غيره يطلب فيه تفريج الكربات وإغاثة اللهفات وإعطاء الرغبات ، فأين هذا ممن يدعو الله مخلصاً له الدين لا يدعو مع الله أحداً ، ولكن يقول في دعائه : أسألك بنبيك أو بالمرسلين أو بعبادك الصالحين ، أو يقصد قبر معروف أو غيره يدعو عنده لكن لا يدعو إلا الله مخلصاً له الدين ، فأين هذا مما نحن فيه . (انتهى من فتاوى الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب في مجموع المؤلفات القسم الثالث ص68 التي نشرتها جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب) .
([1]) أنظر الشفا للقاضي عياض .