على منزل كان الحبيب به قُلِ
نشر الشيخ/ بوميه محمد السعيد بن ابَّيَّاه الشنقيطى حفظه الله
قال الشاعر/ محمد الأمين بن الشيخ المعلوم رحمه الله
على منزل كان الحبيب به قُلِ
قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل
حلفتُ يميناً والحوادثُ جمَّةٌ
لَمَعهًدُ خير الخلق أفضل منزل
أَحَبُّ إلينا من ديار عنيزة
بسقط اللِّوى بين الدخول فَحَوْمَلِ
معاهدُ خير الخلقِ لم يعفُ رسْمُها
لِما نَسَجَتْ ها من جنوب وشمْألِ
فما زالت الأقوام لَمَّا ذكرتها
يقولون لا تَهلك أسىُ وتجمّلِ
سفحتُ دموعَ العين لمّا ذكرتها
على النّحر حتى بَلَّ دمعِىَ محملى
تَرى عنده الدنيا جميعاً بأسْرها
وزخرُفَها كأنّه حَبُّ فُلفُل
وإن ذاق من دنياه طعماً تّخاله
لدى سَمُرات الحىّ ناقفَ حنظلِ
ومِن ذمِّه الدنيا يقول لأهلها
فهل عند رسمٍ دارسٍ من مُعَوَّل
ومالَ إلى الأخرى لشدّة عدلِه
بشِقٍّ وشِقٌّ عندنا لم يحوَّل
وأبغضَ أيام الضلال جميعَها
ولا سيِّما يومٍ بدارةِ جُلْجُلِ
وكم قال للدنيا بتحقير أمرها
فَسُلِّى ثيابي من ثيابِكِ تَنْسُلِ
وقال لها غيرُ النبي لِحَيْفه
فلا تُبعدينا من جَنَاك المُعَلَّلِ
وقال لليل الكفر إذ طال ليلُه
ألا أيها الليل الطويل ألا انْجَلِ
فما زال يدعو كُلَّ جأْبٍ فؤادُه
كجلمود صخرٍ حَطَّه السيل من عَلِ
يزِلُّ عن النهج القويم ضلالةً
كما زلّتِ الصفواءُ بالمُتَنَزِّل
ويا غاوياً بعد النبي محمدٍ
فما إن أرى عنك الغواية تنجلي
له من إلهِ العرش قِدْما عنايةٌ
تَكُبُّ على الأذقان دَوْحَ الكَهَنْبَلِ
سجاياه قبل الخلق لاحت بروقها
كلمع البرق فى حَبِى مُكلّل
من النور في الليل البهيم تَخاله
منارةَ مُمسى راهبٍ متبتّل
له لِمّة تعلو على كلِّ لمّة
تَضِلّ الكدارى في مُثَنَّى ومُرسل
وإن قام عن قوم تّضّوَّعَ ريحُهُ
نسيم الصبا جاءت برَيّا القرنفل
وإن نظر الأقوام ُ أحمدُ ناظرٌ
بناظرةٍ من وحشِ وَجْرةَ مُطفل
ولِمّتُه موصولةٌ إن نظرتَها
بجيد مُعَمٍّ فى العشيرة مُخْوَل
فَهَذى عَروبٌ للنّوال تَعرّضت
تَعَرُّضَ أثناء الوشاح المفصَّل
فقد ساقها والغيَّ نحوك للهدى
يُقلِبُ كفّيه بخيطٍ مُوَصَّل
ألا إنما الشيطان والنفس والهوى
عَلَىَّ حراسٌ لو يُسِرُّون مقتلي
فلجَّ بنا الشيطان في الغيِّ وانتحى
بنا بطنَ خَبْتٍ ذي رِكامٍ عَقَنْقَل
فإن أُبْتُ عن وصل الخرائد قال لي
ترائِبها مصقولةٌ كالسَّجَنْجَل
وماء الهوى يجرى يجرّ وراءنا
على أَثَرَيْنا ذيل مِرطٍ مُرَحّل
ونفسي قد نَضَّتْ لنوم ثيابها
لدى السِّتر إلا لِبسة المتفَضِّل
فَهَذى جميعاً سُدَّ عنى وِثاقها
بأمراسِ كَتَّانٍ إلى صُمِّ جَندل
عليك صلاة الله ما قال قائلٌ
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل