إلهى مسَّنى كربٌ عظيم
إلهي مسني كرب عظيم
وأعظم منه ظني والرجاء
فلا تقطع رجاي وأنت ربي
وفرج ما به دهم القضاء
وأيدني بلطفك واعف عني
وكن عوني فقد عظم البلاء
ولا تشمت بي الأعداء إني
أخو ضعف به ضاق الفضاء
بحرمة عبدك المختار طه
ومن لرقيه شق السماء
وأعظم من غدا والناس
سكري بدولته تلوذ الأنبياء
وبالأبناء والأصحاب من
هم أئمتنا الصدور الأتقياء
بأهل الله من هم في البرايا
شيوخ المسلمين الأولياء
إلهي ليل كربي طال فاصرف
دواعيه وقل لمع الضياء
ونورني بنور البشر والطف
بعبد للذنوب هو الوعاء
سألتك لا تخيب لي رجائي
فحاشا أن يخيب بك الرجاء
ولا ترجع دعاي بلا قبول
وقل بشراك قد قبل الدعاء
أبو الهدى الصيادي
1266 – 1328 هـ / 1849 – 1909 م
محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.
أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظي عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.
كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.
وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.
له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس – ط) ، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب – ط) ، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف – ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب – ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد – ط) ، و(الفجر المنير – ط) من كلام الرفاعي