يقول محمد عبده وقال سامي السنان
يقول محمد عبده وقال سامي السنان
“رأيت الاسلام و لم أر المسلمين، ورأيت المسلمين و لم أر الإسلام”
هذه كلمة قالها الشيخ محمد عبده رحمه الله أوائل القرن السابق أو أواخر القرن الأسبق عندما سافر الى أوروبا ورأى ما فتنه من حضارتها
وفي هذه العبارة يبين الشيخ محمد عبده رُقِيَّ العلاقة والتعامل مع الأوروبي وانحطاطها عند من رآهم من المسلمين،حتى أنه رأى الإسلام في أوروبا عند غير المسلمين، وافتقده في بلاد الإسلام عند المسلمين.
وهذه العبارة سارت بها الركبان و تلقفتها الألسن وأصبحت من الشواهد عند العوام والخواص يستشهدون بها على محافظة الأوروبي على القوانين والآداب العامة، عندما يتكلمون عما يقابله مما يمارسه المسلمون.
وحدث أن كنت مرة في أحد المجالس وكان الكلام في تقصير المسلمين وابتعادهم عن أخلاق الإسلام، فاستشهد أحد الحضور بهذه العبارة “رأيت الاسلام و لم أر المسلمين، ورأيت المسلمين و لم أر الإسلام”
فرد عليه أخي الكريم سامي السنان بعبارة عفوية عامية قائلا:
(الظاهر أن الشيخ محمد عبده قال هالكلام والكهربا شابه مو طافيه)
والعبارة على بساطتها وعفويتها تعني ان المسألة لا تتعلق بأخلاق ومثاليات بقدر ما هي تطبيق لقوانين، أي أن الشيخ محمد عبده عندما امتدح خلق الأوروبي و ذم خلق المسلم حينذاك، إنما رأى الأوروبي يطبق قوانين تحميها رقابة صارمة لولاها لما كانت هذه الاخلاق التي ترنم بها، فما عسى الشيخ ان يقول حالما تزول هذه الرقابة؟!
والحق أن الأستاذ سامي السنان قد أفسد على الشيخ عبارته وأسقطها من ديوان شواهده.
لا شك أن الشيخ رحمه الله لم يقل هذه العبارة على سبيل المفاضلة المطلقة بين المسلم والأوروبي النصراني، ولكنه رأى شريحة كبيرة من المسلمين لم يجد فيهم الإسلام و رأى ما يقابل هذه الشريحة من النصارى ممن وجد فيهم قوانين الإسلام
وهو كما لا يخفى حكم في المجموع وليس حكما على الجميع كما يقول المناطقة، وبالطبع إن الشيخ أعلم بذلك.
أقول…
إن للمسلم رقابة ذاتية لا تجدها عند غيره تقوم على مقام الإحسان في الإسلام وهي “أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”
فإذا فقد هذه الذاتية احتاج كغيره إلى رقابة خارجية تقوم على القوانين فإن فقدها كذلك رأيته كما رآه الشيخ محمد عبده
ومن المحزن أنك ترى المسلم في أوروبا يطبق القانون الذي يخرقه في بلاد الإسلام، ومن المضحك المبكي أنك ترى الأوروبي في بلاد الاسلام يخرق القانون الذي يتمسك به في أوروبا.
كنت مرة بمحطة بنزين بيان وأمامي سيارتان تتزودان بالوقود، وخلفي أوروبي بسيارته فلما فرغت السيارة الأمامية من التزود بالوقود وسارت، فما كان من الأوروبي إلا أن تخطى الصف بكل وقاحة ووقف مكانها، فتذكرت حينها عبارة الشيخ محمد عبده، وقلت في نفسي (وينك يا شيخ محمد تشوف الأوروبي على حقيقته).