بيان أكثر من تروى عنهم المراسيل والموازنة بينهم
بيان أكثر من تروى عنهم المراسيل والموازنة بينهم
قال الحاكم في علوم الحديث : ” أكثر ما تروى المراسيل من أهل المدينة عن ابن المسيب.
ومن أهل مكة عن عطاء بن أبى رباح .
ومن أهل البصرة عن حسن البصري .
ومن أهل الكوفة عن إبراهيم بن زيد النخعي .
ومن أهل مصر عن سعيد بن أبى هلال .
ومن أهل الشام عن مكحول “.
قال : ” وأصحها كما قال ابن معين مراسيل ابن المسيب ، لأنه من أولاد الصحابة ، وأدرك العشرة وفقيه أهل الحجاز ، ومفتيهم ، وأول الفقهاء السبعة الذين يعتد مالك بإجماعهم كإجماع كافة الناس ، وقد تأمل الأئمة المتقدمون مراسله فوجدوها بأسانيد صحيحة ، وهذه الشرائط لم توجد في مراسيل غيره ” اهـ .
قال السيوطي في التدريب (123) : ” تكلم الحاكم على مراسيل سعيد دون سائر من ذكر معه ونحن نذكر ذلك ” .
قال ابن المديني : كان عطاء يأخذ عن كل ضرب ، مرسلات مجاهد أحب إلى من مرسلاته بكثير .
وقال أحمد بن حنبل : مرسلات سعيد بن المسيب أصلح المرسلات ، ومرسلات إبراهيم النخعي لا بأس بها ، وليس في المرسلات أضعف من مرسلات الحسن ، وعطاء بن أبى رباح ، فإنهما كان يأخذان عن كل واحد ومراسيل الحسن تقدم القول فيها عن أحمد .
وقال ابن المديني : مرسلات الحسن البصري التي رواها عنه الثقات صحاح ، ما أقل ما يسقط منها .
وقال أبو زرعة : كل شيء قال الحسن قال رسول الله r وجدت له أصلاً ثابتاً ، ما خلا أربعة أحاديث .
وقال يحيى بن سعيد القطان : قال الحسن في حديثه قال رسول الله r إلا وجدنا له أصلاً إلا حديثاً أو حديثين .
قال شيخ الإسلام : ولعله أراد ما جزم به الحسن .
وقال غيره : قال رجل للحسن ، يا أبا سعيد إنك تحدثنا فتقول : قال رسول الله r ، فلو كنت تسنده لنا إلى من حدثك؟ فقال ثلاث مائة من أصحاب محمد r ، فلو كنت تسنده لنا إلى من حدثك ؟ فقال الحسن : أيها الرجل ما كذبنا ولا كُذِّبنا ، ولقد غزونا إلى خراسان ومعنا فيها ثلاث مائة من أصحاب محمد r .
وقال يونس بن عبيد : سألت الحسن قلت : يا أبا سعيد إنك تقول قال رسول الله r وإنك لم تدركه ؟ فقال يا ابن أخى : لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك ، ولولا منزلتك منى ما أخبرتك ، إنى في زمان كما ترى ، – وكان في زمن الحجاج – كل شيء سمعتني أقوله قال رسوله الله r ، فهو عن على بن أبى طالب ، غير أنى في زمان لا أستطيع أن أذكر علياً.
وقال محمد بن سعيد : كل ما أسند من حديثه ، أو روى عمن سمع منه ، فهو حسن حجة، وما أرسل من الحديث فليس أن أذكر علياً .
وقال محمد بن سعيد : كل ما أسند من حديثه ، أو روى عمن سمع منه فهو حسن حجة ، وما أرسل من الحديث فليس بحجة .
وقال العراقي : مراسيل الحسن عندهم شبه الريح ، وأما مراسيل النخعي ، فقال ابن معين : مراسيل إبراهيم أحب إلى من مراسيل الشعبي ، وعنه أيضاً أعجب إلى من مرسلات سالم بن عبد الله ، والقاسم ، وسعيد بن المسيب .
وقال أحمد لا بأس بها .
وقال الأعمش : قلت لإبراهيم النخعي ، أسند لى عن ابن مسعود فقال : ” إذا حدثتكم عن رجل عن عبد الله فهو الذي سمعت ، وإذا قلت قال عبد الله فهو عن غير واحد عن عبد الله ” اهـ .
وتكلم السيوطي على مراسيل ذكرها الترمذي في جامعة وابن أبى حاتم وغيرهما فقال :
مراسيل الزهري ، قال ابن معين ويحيى بن سعيد القطان : ليس بشئ وكذا قال الشافعي ، قال : لأنا نجده يروى عن سليمان بن أرقم .
وروى البيهقي عن يحيى بن سعيد قال : مرسل الزهري شر من مرسل غيره ، لأنه حافظ ، وكلما قدر أن يسمى سمى ، وإنما يترك من لا يستحب أن يسميه ، وكان يحيى بن سعيد لا يرى إرسال قتادة شيئاً ويقول : هو بمنزلة الريح .
وقال يحيى بن سعيد : مرسلات سعيد بن جبير أحب إلى من مرسلات عطاء ، قيل فمرسلات مجاهد أحب إليك أو مرسلات طاوس ؟ قال : ما أقربهما .
وقال أيضاً : مالك عن سعيد بن المسيب أحب إلى من سفيان عن إبراهيم ، وكان ضعيف.
وقال أيضاً : سفيان عن إبراهيم شبه لا شيء ، لأنه لو كان فيه إسناد صاحَ .
وقال : ” مرسلات أبى إسحق الهمداني ، والأعمش ، والتيمي ، ويحيى بن أبى كثير ، وشبه لا شيء ، ومرسلات سعيد بن أبي خالد ليس بشيء ، ومرسلات عمرو بن دينار أحب إلي ، ومرسلات معاوية بن قرة أحب إلي من مرسلات زيد ابن أسلم . ومرسلات ابن عيينه شبه الريح، ومرسلات مالك بن أنس أحب إلي ، وليس في القوم أصح منه حديثاً ” اهـ .