الإيمان كل لا يتجزأ
فالإيمان كل لا يتجزأ ، فإما أن يؤخذ كلاماً ، وإما أن يكون صاحبه كافراً جاحداً .
فمن آمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، وأنكر الإيمان باليوم الآخر ، كان كمن لم يؤمن أصلاً ، وإن كان مؤمناً بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر ، وأنكر الإيمان بالملائكة ، فإنه يكون كمن لم يؤمن ، وإن كان مؤمناً ، وأنكر الإيمان بها ، صار مرتداً .
ومن آمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، والقدر ، إلا أنه أنكر عذاب الله للكافرين يوم القيامة ، كان كمن كفر بأركان الإيمان ، لأنه كذب خبر الله تعالى فى كتابه الكريم ، ورد كلامه عن الغيب .
إذن فالإنسان المؤمن مكلف بالإيمان بكل ما ورد عن صاحب الشرع ، وليس له الخيار فى نفيه ، أورده ، أو تأويله بما لا يتمشى مع قواعد الشرع ، مهما كانت البواعث على هذا ، وليس له إلا أن يقول : ) سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ( [البقرة : 285].