لا جدال مع الكافر فى أمور الغيب
أما الرجل الأول ، وهو الكافر ، فلا أريد أن أتكلم معه فى هذه الكلمة الآن، لأنى سأتكلم فيها عن الغيب ، وهو مبنى على أساس الإيمان بالله ، وهو ليس مؤمناً به فقبل أن أتكلم معه على الإيمان بالمغيبات ، يجب على أن أتكلم معه فيما يصل به إلى هذا الإيمان ، ألا وهو الإيمان بالله ، وبعد ذلك أتكلم معه على الإيمان بالغيب ، وإلا كان الكلام معه فى الغيب – قبل الإيمان بالله – عبثاً ، ومضيعة للوقت ، ولا يؤدى إلى نتيجة أبداً .
وهذه الفكرة من أهم الأمور التى يجب أن يراعيها الداعية المسلم أثناء نقاشه مع الكافر .
فمن العبث أن أتكلم معه على إثبات الإسراء والمعراج ، والجنة والنار ، والبعث والحشر ، والملائكة والجن ، وغير ذلك من الأمور ، وهو غير مسلم للأساس الذى تبنى عليه ، وهو : الإيمان بالله ، ووحدانيته ، وقدرته .
الكلام فى المغيبات مع المؤمن فقط :
فكلامى إذن سيكون مع الرجل الثانى ، وهو المؤمن ، فهو الذى سأتكلم معه على العقل والغيب ، فأقول:
إن أهم صفة من صفات المؤمن – بعد الإيمان بالله – هى صفة الإيمان بالغيب .