قصيدة فى مدح النبى صلى الله عليه وسلم للإمام الصّرصرى
ماذا أثار السّائق الغَـرِدُ ** لمّا غَدَت عيسُهُ نحو الحِمى تَخِدُ
وَدِدْتُ لو أنني أصبحت مُتّبعاً ** آثارَها أَرِدُ الماء الذي تَرِد
أهوَى الحجازَ وَلَوْلا ساكنوه لما ** حَلا بِنَجْدٍ لِيَ التّهجيرُ والنّجَدُ
ولا اطّبانى برقٌ في أبارِقِهِ ** كَأَنّهُ صارِمٌ في مَتْنِهِ زَبَدُ
شَهِدْتُ أنّكَ خيرُ النّاسِ ما وَلَدَتْ ** أُنْثى نظيركَ في الدّنيا ولا تَلِدُ
ولم يُنَافِسْكَ في أصْلٍ سَمَا بَشَرٌ ** وَلَمْ تَنَلْ رُتْبَةَ نالتْ يَدَاكَ يَدُ
نُقِلْتَ مِنْ كُلّ صُلْبٍ طاب مَحْتِدَهُ ** إلى بُطونٍ زَكَتْ ما شانَها نَكَدُ
حلَلْتَ صُلْبَ أبينا عند مَهْبِطِهِ ** وَصُلْبَ نوح وقد غشي الورى الزبدُ
وحاز نورَكَ إسماعيلُ يودِعُهُ ** أبناءَهُ الغُرّ حتّى حازهُ اُدَدُ
ولم يزلْ في مَعَدّ ثُمّ في مُضَرٍ ** وهاشمٍ بِكَ تاجُ الفخرِ ينعقدُ
حتّى تسلّمَ عبدُ الله مَنْصِبَهُ ** مِنْ شَيْبَةِ الحَمْدِ لمّا استَوْثَقَ الأمَدُ
ومُذ حُمِلْتَ بدا في وجهِ آمنةَ الأنوارُ وَهْىَ لِثُقلِ الحملِ لا تجدُ
وأشرقَتْ مُذ وُلِدْت الأرضُ وابتهَجَ البيت الحرام وحار الجِنّةُ المُرُدُ
وكنت خيرَ نبيٍّ عند خالقِنا ** وروحُ آدمَ لمْ ينْهَضْ بها جَسَدُ
فأبْصَرَ اسمَكَ فوق العرشِ مُكْتَتَبا ** وتلك منزلة لم يُعْطَها أحَدُ
وإنّ حبكَ في إيمانِنا سببٌ ** مِنْ دونِهِ النّفسُ والأموالُ والولَدُ
فبالذي أجزلَ النُّعْمَى عليكَ إلى** يومِ المَعادِ فلا نَقْصٌ ولا بَدَدُ
أنعمْ علىّ برِؤْيا منكَ تُنْعِشُنى ** وتُنْقِذُ القلب منّى فَهْوَ مضْطَهَدُ
واشفعْ إلى الله في إحسانِ خاتمتي ** فإنني بِكَ بَعْدَ الله أعْتَضِدُ
الإمام الصّرْصَرِى رحمه الله
اللهم صلّ وسلّمْ وبارك على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين